الجهل أصم وأن نطق !

شارك الخبر

عائشة المصطفى – ساد الجهل واصبح الجاهل حاكما، هذا هو حال الدول العربية، التي طالما قدست نظام الجهل فهو سلاح القادة لاجل السيطرة على عقول العامة , سياسة ساذجة اخذت بالانسان الى العبثية متجهة به تجاه الهاوية

“الجاهل” هو مصطلح يطلق على الشخص الذي لا يعرف شيء عن شيء يجهل ما اهمية الوعي والتحرر  بل ويجهل ذاته فما عساه ان يكون صورة صماء بين مجموع صور حية ام نوته مزعجة لِمعزوفة عالمية او سطر مخفي بين اسطر في كتاب التاريخ…
كنت اتمشى بين الازقة القديمة في بغداد وتحديدا في ازقة الشعراء والملحنين والحدادين والصانعين العراقيين هذا الارث الثقافي الذي نتغنى  ونفخر به الى يومنا هذا.

وانا في طريقي لهذه الأماكن كنت متحمسه لرؤية الموطن التراثي لاهم قامات العراق القديم وكيف ممكن ان نبرزها وكيف نتمكن من الحفاظ عليها واذ بي بصدمة غيرت معالم وجهي ليصبح بلا ملامح، صدمة اسكتتني و اصابتني بجمود لاشيء فيني ينطق سوا عيناي اصبحت الدموع تنهمر بالم وجرح واسى دعوني انطق هنا عسا اني اصف هذه المشاعر الملتهبة قبل ان تحرقني وينتهي بي الامر في حسرة.

في البداية وللوهلة  الاولى اتت على ذاكرتي اخر ما توصل له الفن العراقي من قامات ومشاهير “تيكتوك ” اتت صور الذين يعكسون العراق الان توالت على مخيلتي الاغاني المنتشرة الان والمشاهير الذين يفتقرون لاهم عناصر الثقافة “الادراك”الذي يعتبر لغة كنا نتباها بها في قديم الزمان، كانت بغداد وثقافتها اي”لغتها” مذهبا للعلم مذهبا للحضارة كان اسم بغداد غزلاً تتغنى فيها الاغاني العربيه وبين سطور شعراءها.

والان ننظر الى ثقافتنا اين باتت في اي حي دفنت واين اندثرت.

لا مكان حتى لذكرى المثقفين، اصبح العراق جافاً وكانه صحراء لم تروى ابدا بوعي وحتى ما كان بها انتهى وذهب كالسراب .. اين سرب القطا منا لم تمر على العراق بعد لم تشرب من مياهها الم تحط في ارضها.!

ارجوك يا سرب القطا احمل لنا الهواء المعطر بذكرى الفن وذكرى الفكرة والصوت والوعي انا انتخيك بان تسموا بعراقي وتحمل له بعض الصفات الحسنة لتعود ببلادي الى المجد و تحط بنا عند معالمها وعلمائها و قاماتها وتعيد الحياة في ارضها العطرة من جديد.

في عالمنا ياسادة اصبح الجاهل هو الذي يحكم وينهي اما المثقف فهو من الماضي في المصطلح الحديث  “اصبح موضة قديمة” ونحن الان في عصر التحدث والحداثة لمن لا يفهمون شيء عن شيء .