على السوداني تشكيل أزمة طوارئ للفيضانات

شارك الخبر

بسم الله الرحمن الرحيم

{وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيا}

صدق الله العلي العظيم

د. حميد العقابي – من المعروف أن العراق يعدّ من الدول الغنية التي كانت ولازالت تسمى “بلاد الرافدين” نهري دجلة والفرات وسميت انذاك أرض السواد أي الأرض الخصبة التي
اشتهرت بالزراعة التي كانت إلى وقت قريب ولغاية الخمسينيات يصدر العراق الحنطة والشعير والبقوليات إلى بريطانيا وأستراليا وكندا وغيرها من الدول الأخرى،
واشتهرت بلاد الرافدين بالزراعة في عصر الدولة الأموية والدولة العباسية وانشأت السدود وشق الأنهر التي ساهمت في ميكانيكية اقتصادية والتطور في الميادين الاخرى وكانت لها جوانب مؤثرة بالرقي للدولة العباسية بالزراعة وحرصت على الزراعة بين دجلة والفرات واوصلوا مياه النهرين بالأخرى من خلال الأقنية التي لازالت آثارها شاخصة حتى يومنا هذا واعتنت بصيانة السدود والقنوات وجعلوا (ديوانا خاصا سمي بديوان الماء) كما اعتنت على إقامة المقاييس على الأنهار للوقوف على مقدار وارتفاع وانخفاض الماء في دجلة والفرات.

وبهذه المناسبة التي منّ الله عز و جل علينا بها من الأمطار بعد أن عانى العراق من انقطاع وشُح المياه في دجلة والفرات والأسباب معروفة أثر إقامة السدود في تركيا وتغير مسار الروافد التي تغذي نهر ديالى والزاب الصغير ونهر الكارون من إيران.

الآن الفرصة مؤاتية كما ذكرتها بنعمة من الله من كميات الأمطار من الشمال إلى
الجنوب وبكميات لم يشهد لها العراق منذُ أكثر من ثلاثة عقود لنهري دجلة والفرات، نرى ضرورة تشكيل خلية أزمة بقيادة دولة رئيس الوزراء الموقر ويكون مقرها في مجلس الوزراء من ذوي الاختصاص لمتابعة هذه الحالة الطارئة التي تبشر بالخير والتي إمتلأ فيها دجلة والفرات بمياه الأمطار وتخزينها في البحيرات والسدود والأهوار وجعلها في الأهوار على شكل سدود وتخزينها للمواسم الأخرى التي افتقرناها منذ عام 1986 وحتى لاتذهب كميات المياه هذه سداً القادمة في دجلة والفرات والقادمة على شكل سيول من الجهة الشرقية من العراق نتمنى أن تكون هذه الخلية الطارئة بأشراف دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني كأزمة طورائ لتحديد الاستفادة من هذه الوفرة المائية التي انعم الله بها علينا ومن الله التوفيق.