مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ150 تتفاقم الأوضاع الإنسانية، وتمتد يد الموت لتحصد مزيدا من الأرواح، فمن لم يطله رصاص الاحتلال يتربص به الموت جوعا، ولعل الأطفال أكثر المتأثرين بانعدام الغذاء أو سوئه في حال وجد.
واستشهد اليوم الاثنين الطفل يزن الكفارنة البالغ من العمر 10 سنوات، في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح جنوبي قطاع غزة بسبب سوء التغذية، وبذلك يرتفع عدد الأطفال المتوفين في غزة بسبب سوء التغذية إلى 16 طفلا.
وكان مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة أعلن أمس الأحد وفاة 15 طفلا جراء سوء التغذية والجفاف، مشيرا إلى أن هناك 6 أطفال آخرين في العناية المركزية.
في أقسام العناية المكثفة داخل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، تولي الطبيبة إيمان أبو جلهوم اهتماما كبيرا بمراقبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على مدار الوقت، حيث تقدم لهم الرعاية اللازمة بعناية فائقة.
أطفال غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي وسياساته (الأناضول)
خشية ومخاوف
وعبر الأجهزة، تراقب الطبيبة بشكل دوري حالات الأطفال واحدا تلو الآخر، لضمان تلقيهم الرعاية اللازمة ومتابعة تحسنهم بشكل مستمر.
وتخشى أبو جلهوم من فقدان المزيد من الأطفال جراء سوء التغذية والتسمم الغذائي الناتج عن الحصار الإسرائيلي وسوء نوعية الغذاء الذي يتناولونه.
وتشعر الطبيبة بالحزن الشديد جراء وفاة الأطفال شمال قطاع غزة بسبب نقص التغذية، حيث تعبر عن قلقها العميق إزاء هذا الوضع الصحي المأساوي.
وتقول إن الطواقم الطبية تواجه صعوبة كبيرة في معالجة حالات سوء التغذية المتزايدة شمال قطاع غزة، حيث بلغت بعض الحالات حد التسمم الغذائي، التي يصل إلينا منها العديد من الأطفال إلى المستشفى.
وأضافت: “وصلت إلينا أمس حالتا تسمم غذائي نتيجة تناول الأطفال طعام الحيوانات المكون من الشعير والذرة والتبن”.
حديثو الولادة يعانون من تأثيرات سوء تغذية أمهاتهم (الأناضول)
سياسة ممنهجة
وتابعت: “الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة في التجويع، مما يؤدي إلى تضرر صحة الأطفال والكبار والنساء الحوامل، حيث يعانون من نقص التغذية ونقص الفيتامينات، مما يؤثر سلبًا على صحتهم بشكل كبير”.
ولفتت إلى أن النساء اللواتي يضعن مولودهن يعانين من نقص التغذية والفيتامينات، مما يعرض الجنين لنقص التغذية أيضا ولخطر على صحته.
والخميس، قال متحدث وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة إن الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا جديدة على سكان غزة، وهي حرب التجويع.
إسرائيل تشن حرب تجويع على سكان قطاع غزة (رويترز)
وأضاف القدرة: “عدد الشهداء جراء التجويع يتزايد، خصوصا بين الأطفال، وهناك عدد من الأطفال بالعناية المركزة مهددون بالوفاة جراء الجوع.
وتابع: “يعرقل الاحتلال الإسرائيلي جهود جميع المنظمات الإنسانية، ويتعنت في طلب المنظمات الدولية إدخال المساعدات”.
ولفت إلى أن المنظومة الصحية في شمال غزة عاجزة تماما، خصوصا بعد توقف مستشفى كمال عدوان.
سوء تغذية
وفي 19 فبراير/ شباط الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل تهديدا خطيرا على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.
وخلال الحرب على غزة أخرجت إسرائيل 31 مستشفى عن الخدمة بالقصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود، كما استهدفت 152 مؤسسة صحية جزئيا، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية.