انتخابات إيران ناجحة حتى مع المقاطعة والممانعة وعدم الاكتراث

شارك الخبر

رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي – مقال نشره على صفحة فيسبوك:

الانتخابات الإيرانية.. تقييم خارج التشويشات

‌‎1- نقلاً عن الوكالات الإيرانية الرسمية، فان (25) مليون إيراني ادلى بصوته من مجموع (61) مليون مواطن “مؤهل للتصويت” بنسبة (41%). وهذه النسبة أقل من نسب المشاركة السابقة.

‌‎2- في إيران يحق لجميع من فوق (18) عاماً المشاركة، وليس “المسجلين” للانتخابات فقط. (Enligible Enrigesterd Voters). ففي العراق مثلاً شارك مؤخراً من لديه البطاقة الإلكترونية فقط. وفي أمريكا أيضاً فان نسبة “المسجلين” من مجموع المواطنين في انتخابات (2022) كانت (69.1%). وان من صوت فعلاً (52.2%) من المواطنين “المسجلين” والبالغ عددهم (255.457) مليون لعدد كلي للسكان (333.29) مليون. علماً انه تم صرف (8.9) مليار دولار للحملات الانتخابية حسب الأرقام الرسمية. فلو أخذت إيران نسبة (70%) كنسبة “المسجلين” إلى “المؤهلين” -قياساً على انتخابات 2022 الامريكية- فسترتفع النسبة من (41%) إلى (58.5%). وهذه نسبة جيدة.

‌‎3- عدم المشاركة ليس بالضرورة استجابة لدعوات المقاطعة أو العداء للنظام. فهناك الظروف المانعة أو الصعبة أو بلبلة الحملات الخارجية، وعدم المبالاة بالشؤون السياسية، أو ممن هم خارج البلاد، أو من لا يجد مرشحاً يمثله، أو تراجع المنافسة بين المحافظين والاصلاحيين، الخ.

‌‎فلو غيرنا زوايا الرؤية وانطلقنا من نسبة المصوتين من مجموع السكان فستختلف الاستنتاجات. ففي (1980) -بعد الثورة وشعبية النظام عالية- كان نفوس إيران (38.5) مليون نسمة، وشارك في الانتخابات التشريعية (10.8) مليون، بنسبة (28%) من مجموع السكان. وفي (2024 ) شارك (25) مليون ونسبتهم (27.7%) من مجموع السكان البالغ (90) مليون تقريباً. فالنسب شبه متطابقة ولا تمس تمثيلية النظام. من هنا أهمية اعتماد عدة تحاليل قبل إعطاء احكام نهائية.

‌‎4- ان تذبذب نسب المشاركة سمة عامة. ففي الولايات المتحدة انخفضت النسبة في (1996) إلى (49%) من “المسجلين”، لترتفع إلى (69.1%) في (2022). وفي إيران تذبذبت النسب أيضاً. فكانت (71%) من “المؤهلين” في (1996)، وانخفضت إلى (51%) في (2004)، لترتفع إلى (62%) في (2016)، فالانتخابات فرصة مهمة للمراجعة ومعالجة الأخطاء والنواقص، وترسيخ المكاسب والإيجابيات.

‌‎5- ان حرية التعبير مهمة وتساهم في زيادة نسب المشاركة. لكن الأنظمة تضع سقوفاً لها. فبعضها يعلن حدود هذه الحريات ويضع الضوابط صراحة حسب الظروف الداخلية والخارجية، وأخرى تدعي الحرية المطلقة للجميع. لكنها تقنن عملياً تشريعات ومفاهيم لا ترتبط بالانتخابات مباشرة، فتقود عملياً لعزل شرائح واسعة عن الحياة السياسية. فعدا الأموال ووسائل التأثير الهائلة، يصبح معادياً للسامية، ومناصراً للإرهاب ومتخلفاً ومتعصباً من يعادي الاحتلال الصهيوني، أو يستنكر الحروب التي تشنها بلادهم على الاخرين، أو من لا يؤيد مفاهيم الجندر، وقس على ذلك.

‌‎6- الهدف الرئيس للانتخابات هو ليس إظهار الشعبية رغم أهمية ذلك. بل تشكيل حكومة ناجحة تمثل إرادة الجمهور الواسع، المهتم بالشأن العام ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية وفق معطياتها الملموسة. لتاتي بقية الأهداف بعد هذا الهدف وليس قبله.

‌‎ونبارك للجميع شهر رمضان الكريم.. وصيام مقبول واعمال ودعوات مستجابة، خصوصاً لنصرة أهلنا في فلسطين وبقية البقاع التي هبت لدحر العدوان والظلم والدفاع عن الأمة.