المخاطر الأمنية للاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي

شارك الخبر

نورا النعيمي – يمكن أن تؤدي التحيزات الموجودة في البيانات المستخدمة لتدريب الذكاء الاصطناعي إلى أخطاء قد تضر بالمستخدمين فهناك مخاوف من نشوب سباق تسلح في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري، حيث تسعى الدول الكبرى لتطوير تطبيقات عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وان استخدامه في الحروب قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات وزيادة دمار الأمن القومي، ويمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي للدول، خاصة إذا تم استخدامه في تطوير أسلحة متقدمة.

يجب التأكد من كفاءة الذكاء الاصطناعي وتقليل المخاطر قبل الاعتماد عليه كبديل للعنصر البشري في المواقع العسكرية.

من الضروري وضع معايير محددة لتقييم موثوقية حول استخدام الذكاء الاصطناعي ومقارنته بأداء العناصر البشرية لضمان الأمان والفعالية حيثُ يُتوقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي تغييرات كبيرة في الحروب، مثل زيادة استخدام الطائرات دون طيار والأسلحة ذاتية القيادة، والتي قد تغير موازين القوى في الحرب وهي أسلحة لديها القدرة على إنجاز أية مهمة مع تدخل بشري محدود أو دون أي تدخل بشري. فهذه الأنظمة قادرة على الدفع الذاتي والتعامل المستقل مع البيئة والاستجابة الحرة للبيئة.

وتتنوع الأسلحة المستقلة الذاتية من أسلحة نصف آلية إلى أسلحة آلية كاملة تعتمد على مدى مشاركة الإنسان في قلب الأحداث. إضافة إلى ذلك، فهي تتنوع في درجة فتكها. وتعمل بعض الأسلحة باستقلالية كاملة بطريقة غير فتاكة، مثل منصات المراقبة و الاستطلاع. لذلك، فإن هذه الأنظمة لا توجد لديها قدرة على الاشتباك مع الأهداف دون الحصول على الموافقة أو السيطرة على مَن في قلب الأحداث. رغم أنه في المستقبل ستكون تصميمات الأسلحة المستقلة قادرة على العمل والاشتباك مع الأهداف باستقلالية تامة دون الحصول على موافقة مَن في قلب الأحداث.

وهناك أمثلة لمَركبات غير مأهولة للعمل تحت الماء تابعة لبحرية الولايات المتحدة قادرة على الاستقلال تحت الماء لإزالة الألغام؛ حاليًا لا توجد أسلحة ذاتية القيادة تمامًا قادرة على اتخاذ قرارات عسكرية بمفردها، ولكن الأسلحة شبه ذاتية القيادة تتطور بسرعة وأحد الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب هو استخدام الطائرات المسيرة التي تعمل بشكل مستقل. على سبيل المثال، في الحرب الروسية الأوكرانية، استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة تركية الصنع يمكنها الإقلاع والهبوط والتحليق بشكل ذاتي، بينما تعتمد على العنصر البشري لإسقاط القنابل كما تمتلك روسيا طائرات مسيرة من طراز “كاميكازي” مع بعض القدرات على التحكم الذاتي وهناك أيضًا تطبيقات أخرى مثل الغواصات غير المأهولة التي يمكن برمجتها لتحديد غواصات العدو وتدميرها تلقائيًا هذه الأمثلة تظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا مهمًا في العمليات العسكرية المعاصرة.

الحروب السيبرانية يستخدم أيضا فيها الذكاء الاصطناعي حيث يمكن استخدامه في تنفيذ هجمات سيبرانية لجمع المعلومات أو استهداف البنية التحتية للعدو ومن الواضح أن الحروب المستقبلية ستكون مختلفة جدًا عن الحروب التقليدية، وستتطلب استراتيجيات جديدة وتفكيرًا مبتكرًا لمواجهة التحديات الجديدة.