هيثم الخزعلي – إن المؤشرات الاقتصادية تعتبر من أهم المؤشرات لقراءة الوضع السياسي العالمي، فعندما تنسحب الشركات والمستثمرين من منطقة ما يشير لاحتمالات حدوث صراع او حرب في تلك المنطقة، كما أن قيام (البنوك المركزية وليس المستثمرين ) بزيادة الطلب على الذهب، ربما يكون مؤشرات لاحتمال صراع عالمي او حرب كبرى.
فقد ارتفعت اسعار الذهب في السوق العالمي لتصل إلى ٢٢٧٥$، ومنذ مارس ٢٠٢٤ بدا الذهب بالارتفاع، حيث ارتفع في هذا الشهر اكثر من ٢٠٠$،وهذا لا يحدث عادة الا في اوقات الازمات، مثل الاجتياح الروسي لاوكرانيا او وباء كورونا.
وقبل اسابيع اعلن ( بأول ) رئيس البنك الفدرالي الأمريكي، في مؤتمر صحفي انه يتوقع تخفيض سعر الفائدة ٣ مرات هذا العام.
ومع توقعات بخفض الفدرالي الأمريكي معدلات الفائدة ، الا ان (بأول ) توقع آن تبقى معدلات الفائدة مرتفعة مع استمرار التضخم، ومع ارتفاع معدلات الفائدة يشكل ارتفاع الذهب ظاهرة غريبة.
لان اسعار الذهب تتناسب عكسيا مع معدلات الفائدة، فكلما زادت معدلات الفائدة انخفضت اسعار الذهب. وهناك عدة اسباب لارتفاع سعر الذهب.
١-السبب الأول :- الأول توقع استمرار ارتفاع معدلات التضخم بالرغم من – احتمالات تخفيض معدلات الفائدة ٣ مرات هذه السنة – تجعل الذهب اكثر جاذبية للمستثمرين.
٢- السبب الثاني :- سياسة de-dolarazition او تقليل التعامل بالدولار التي اتبعتها العديد من الدول خوفا من العقوبات الاقتصادية.
ففي الشهر الماضي اعلن المستشار الألماني( اولاف شولتدز) آن ((فوائد ٣٠٠ مليار$ الروسية التي توجد في البنوك الأمريكية والاوربية، لا تخص احد وانها ستذهب لشراء أسلحة لاوكرانيا)) ، وهذا ما يجعل كل الدول تحسب انها ممكن ان تتعرض لنفس الموقف.
وهذا ما يجعل البنوك المركزية والمستثمرين، يفضلون شراء الذهب وزيادة احتياطياته على حساب الدولار. لان اي دولة ممكن ان تكون هي التالية.
وزيادة شراء الذهب ليس فقط من المستثمرين بل البنوك المركزية تؤشر(( الاحتمالات أزمة عالمية))
وهناك ٥ بنوك مركزية عالمية تقود الطلب على الذهب. (فالمجلس العالمي للذهب) سجل ارتفاع معدلات شراء الذهب في عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ من قبل البنوك المركزية (للصين وتركيا وبولندا والجيك وقطر) .
واذا نظرنا إلى الربع الاخير من عام ٢٠٢٣ نجد أن اكثر الدول زادت احتياطاتها الذهبية هي. :-
( الصين التي تحتل المرتبة الأولى زادت احتياطياتها من الذهب اكثر ٣ مرات من الولايات المتحدة، تليها الولايات المتحدة ثم اليابان والهند والفدرالي الروسي) .
واذا نظرنا لمعدلات الاحتياط من الذهب بشكل عام سوف نواجه صدمة لان الصين تمتلك اكبر احتياط ذهب ب٤ أضعاف ما تملكه الولايات المتحدة. ثم تليها اليابان وسويسرا والولايات المتحدة في المركز الرابع.
٤- والسبب الرابع:- هو التوترات الجيبوليتيكية في غرب أوربا والبحر الأحمر واحتمال الصراع في تايوان،
فإن استمرار النزاع في أوكرانيا وغزة، و سيطرة الحوثيين على ممرات البحر الاحمر. لإيقاف الابادة البشرية في غزة. مع احتمالات اندلاع نزاع في تايوان، كلها تندر بارتفاع التصعيد العالمي، ولا بوادر لتخفيض الصراع الدولي.
كل هذا يجعلنا نشارك العالم مخاوف حدوث حرب كبرى تؤدي لازمة اقتصادية او احتمالات تعرض العراق لضغوط اقتصادية بسبب التعامل بالدولار.
التوصيات :-
١- ان تقوم الحكومة العراقية بزيادة احتياطيات العراق من الذهب، ومن المعلوم آن امتلاك البلد للذهب بجعله في الجانب السليم.
٢- آن يطلب العراق الانضمام لمجموعة (بريكس ) كعضو مراقب على الاقل، مع نيتها اطلاق عملة نقدية جديدة.
٣- آن ينضم العراق لمنظمة شنغهاي التي تسمح بالتبادل بالعملات المحلية بين بلدانها..