د.بلال الخليفة – ان المجتمع العراقي قبل عام 2003 في معظمة هو دون خط الفقر اما بعد عام 2003 فقد انقسم المجتمع الى جزئين الأول بقي دون خط الفقر والثانية تعيش من الرخاء والنعيم واما الطبقة الوسطى فهي يوم بعد يوم تنقرض بين الطبقتين الاخرتين.
ان معظم السيارات الفارهه التي تدخل تذهب اما الى الأحزاب التي تحكم العراق او الى الفاشنستات.
ان أهمية هذا الخبر تعطينا دلالة على سوء إدارة لملفين مهمين وهما:
1 – ملف إدارة المال العراقي
ان العراق يعاني من ازمة ارتفاع صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي منذ مطلع العام الذي يسبق الماضي 2022 رغم ان البنك المركزي العراقي خفض من سعر البيع للدولار الأمريكي من 1460 دينار الى 1320 دينار وقلنا في ذلك الوقت ان الأسباب عديدة منها ان المبالغ التي تخرج من العراق في شراء السلع والمستلزمات كبيرة جدا وقلنا في وقتها لحل الازمة بوجوب اتخاذ خطوات انية وأخرى استراتيجية لحل الازمة ومن تلك الحلول هو تقليل شراء السلع الكمالية لانها غير ضرورية، ولأنها تسهم وبشكل كبير في زيادة الطلب على شراء الدولار من الأسواق المحلية وبالتالي ترفع من سعر الصرف وكذلك تسهم أيضا في اخراج العملة الصعبة الى خارج العراق.
وكان المفروض في حل ازمة ارتفاع الدولار الأمريكي هو تقليل شراء سيارات التاهو والكاديلاك بفرض قيود عليها مثل جعل الضرائب عليها 100% او اكثر وبذلك قد حققنا نقطتين في ان واحد وهو تقليل شراء وما له من مزايا تم توضيحها انفا وزيادة الإيرادات غير النفطية أيضا.
2 – حل ازمة الاختناقات
اليوم الاحد والمصادف 14/4/2024 هو اليوم الأول الذي تم فيه تطبيق تقسيم أوقات الدوام الرسمي الى عدة ساعات مختلفه لحل ازمة الازدحامات المرورية، وقلنا في مقال اخر ان هذا الحل هو اشبة باخذ حبة بندول لوجود الم في الراس نتيجة الإصابة بفيروس التيفوئيد على سبيل المثال، هذا الحل وقتي وغير صحيح ابدا، وكان المفروض الشروع بحلول استراتيجية لحل هذا الملف ومن تلك الحلول هو تقييد الاستيراد ورفع مقدار الضريبة عليها وتحديد أنواع وموديلات معينة لتقليل السيارات في الشارع.
بدل عن ذلك نرى ان في يوم واحد ولنوعين فقط وهما التاهو والكاديلاك ولموديل 2024 فقط هو 2122 سيارة ، حجم مرعب وكبير جدا وهذه العجلات لا تتناسب وحجم الشوارع والتقاطعات ، في حين ان الحكومة تسعى لوضع حل لتلك الاختناقات وهذا يعني سوء إدارة في حل هذا الملف.
3 – الدلالة الاجتماعية
من النادر جدا نرى ان تلك السيارات يتم اقتنائها من عامة الناس فهي مقتصرة على الأحزاب والسلطة والفاشنستات وهذا يعني ان هؤلاء الثلاثة في تضخم كبير وتطلب الامر من التجار الى ادخال هذا العدد الكبير من تلك السيارات.