وقد يأتي الموت فجأة بسكتة دماغية مثلا دون سابق إنذار، ولكن قد يكون النقطة الخيرة بعد مرحلة شيخوخة، وفي هذه الحالة سوف يفقد الشخص رغباته وحواسه في ترتيب معين مع اقتراب وقته.
الأعمار بيد الله، وعمر الإنسان مقدر، ولكن في بعض الحالات وعند اقتراب ساعة الموت قد يظهر على جسم الشخص بعض العلامات.
ويقول جيمس هالينبيك، المتخصص في الرعاية التلطيفية في جامعة ستانفورد، في كتابه “وجهات نظر الرعاية التلطيفية” (Palliative Care Perspectives) أن الموتى يميلون إلى فقدان حواسهم بترتيب معين عندما يبدأ جسمهم في التوقف عن العمل، وذلك وفقا لتقرير في موقع مترو البريطاني.
وهذا ترتيب فقدان الرغبات والحواس قبل الموت:
1- الرغبة في الأكل والشرب
يقول هالينبيك إن غالبية الأشخاص المحتضرين يعانون في البداية من انخفاض الشهية والعطش.
وذلك لأن الجسم المحتضر لا يحتاج إلى نفس الفيتامينات والمواد المغذية التي يحتاجها الجسم السليم. كما أنه لا يحتاج إلى الطعام والشراب للحصول على الطاقة، لأنه في طور التوقف بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك، سيواجه الجهاز الهضمي أيضا وقتا أكثر صعوبة في محاولة معالجة الطعام والشراب.
2- القدرة على الكلام
عندما تبدأ وظائف الجسم بالتوقف عن العمل، يصبح الكلام بطيئا ويصبح إجراء محادثة أمرا صعبا.
غالبا ما يكون الانسحاب من التواصل علامة على استغناء الشخص عنه، وفي النهاية، من المحتمل أن يفقد القدرة على التحدث تماما لأنه يقضي وقتا أطول في النوم أو في حالة اللاوعي.
كما سيصبح تنفس الشخص المحتضر غير منتظم، بما في ذلك التغيير من العميق إلى الضحل ومن السريع إلى البطيء، مما يعني أن الكلام يمكن أن يكون أيضا عملا روتينيا.
3- الرؤية
الحاسة التالية التي تفقد هي الرؤية، وعندما يبدأ بصر الشخص بالضعف، فقد يتمكن من رؤية ما هو قريب فقط.
قد يلاحظ من حولهم أيضا أنهم قد يغلقون أعينهم بشكل متكرر أو يفتحونها نصفا بسبب انخفاض قوة العضلات.
فيما يتعلق بما يمر به الشخص المحتضر، غالبا ما يجد صعوبة في تتبع ما يحدث بشكل صحيح ويمكن أن يصاب بالهلوسة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، قد يرون حيوانات أليفة أو أشخاصا ماتوا قبلهم.
وقد تكون رؤيتهم أيضا غير واضحة حتى يقعوا في حالة من فقدان الوعي. من ناحية المظهر، قد تبدو العيون مزججة أيضا.
4- حاسة اللمس
بمجرد أن تبدأ حالة الغيبوبة، فإن الحاسة قبل الأخيرة التي يفقدها الشخص هي اللمس.
5- السمع
أظهرت الدراسات أن السمع غالبا ما يكون آخر حاسة يفقدها المحتضر.
في اللحظات الأخيرة قبل الوفاة، يدخل غالبية المرضى في فترة عدم الاستجابة، حيث لا يعودون قادرين على الاستجابة أو تجربة بيئتهم الخارجية.
في هذه المرحلة، يقوم الدماغ الآن بمعالجة المعلومات الحسية بشكل مختلف عما كان يفعله دائما.
قال الدكتور بريان روبنسون، في مقال في فوربس، إنه في الساعات الأخيرة التي تسبق الوفاة الطبيعية المتوقعة، يدخل العديد من الأشخاص في فترة من عدم الاستجابة، حيث لا يعودون يستجيبون لبيئتهم الخارجية. تتضمن التقارير القصصية من تجارب الاقتراب من الموت عادة قصصا عن شخص يحتضر يسمع أصواتا غير عادية أو يسمع إعلان وفاته.
ويقول إنه في دراسة مجلة تقارير علمية -التي تحدثنا عنها سابقا- قدم علماء الأعصاب أول دليل تجريبي على أن بعض الأشخاص لا يزال بإمكانهم السماع أثناء وجودهم في حالة عدم الاستجابة قبل ساعات من الموت. وباستخدام مؤشرات تخطيط أمواج الدماغ (EEG)، قام علماء الأعصاب في جامعة كولومبيا البريطانية بقياس النشاط الكهربائي في الدماغ لدى مرضى دار العجزة في مستشفى سانت جون عندما كانوا واعين وعندما أصبحوا غير مستجيبين.
كما تم استخدام مجموعة مراقبة من المشاركين الشباب الأصحاء. راقب الباحثون استجابات الدماغ للنغمات ووجدوا أن الأنظمة السمعية للمرضى المحتضرين استجابت بشكل مشابه لمجموعات المراقبة الشابة والأصحاء بعد ساعات فقط من نهاية الحياة. وخلصوا إلى أن الدماغ المحتضر يستجيب للنغمات الصوتية حتى أثناء حالة اللاوعي، وأن السمع هو آخر حاسة تدخل في عملية الموت.
يصف العديد من الأشخاص الذين مروا بتجارب الاقتراب من الموت -أي الذين توقف قلبهم مثلا ثم عاد للنبض من جديد- شعورا “بالرهبة” أو “النعيم” والتردد في العودة إلى أجسادهم بعد إحيائهم.
الذات الحقيقية
وتقول عالمة الدماغ الدكتورة جيل بولت تايلور، التي وصفت تجربة الرهبة المماثلة بشكل لافت للنظر أثناء إصابتها بالسكتة الدماغية والتي شرحتها بالتفصيل في كتابها “ماي ستروك أوف إنسايت” (My Stroke Of Insight).
وقالت “الذات الحقيقية هي ذلك الجزء منا الذي أعتقد اعتقادا راسخا أنه يظهر في الدقائق الخمس الأخيرة من حياتنا”..
الآن، يعتقد على نطاق واسع أن السمع هو الحاسة الأخيرة التي تختفي أثناء عملية الموت وأن تجربة سعيدة قد تحل محل الخوف، قد تكون هذه المعلومات مفيدة لجلب الراحة للعائلة والأصدقاء في لحظاتهم الأخيرة.
ربما يكون حضورك بكلمات مطمئنة في الساعات الأخيرة شخصيا مريحا للمحتضر.