السياحة في العالم – العراق جزء منها

شارك الخبر

د. حميد العقابي – كانت السياحة في العالم حتى اوائل القرن العشرين ترفا للكبار والاغنياء ومحبي مخاطر المغامرات وكانت كل رحلة عدة اسابيع واشهر للانتقال من قارة إلى أخرى نادرا كانت بين الاقطار في القارة الواحدة ومع بداية القرن العشرين تم إنجاز قطار الشرق الاوسط تطورا للسياحة وكما ذكرت تقتصر على المترفين والاغنياء ومحبي الاطلاع والمعرفة والاستكشافات استخدمت الشيكات السياحية لاستعمالها من قبل المسافرين بقطار الشرق الأوسط السريع لأول مرة ومن ثم تم استعمالها في إنحاء العالم كشيكات للسياحة العامة كما أن تطور النقل البحري جعل البواخر الضخمة تعبر القارات عبر المحيطات تنقل السواح في الذهاب والاياب مع فترة التوقف القصير في الموانئ للبلدان التي يمرون بها.

بعد الحرب العالمية الاولى شرعت قوانين للعمل في البلدان الاوربية مما اتاح للطبقات الميسورة فقط للسياحة ضمن الدول الاقليمية بقصد قضاء العطل الصيفية كما كان العرب المسورين في دول الخليج العربي والسعودية والعراق يتنقلون في الصيف من بلادهم الحارة الى البلدان الشقيقة لبنان -سوريا -وشواطئ الاسكندرية – وتونس -والمغرب العربي والوصول اليها لن يعد من المشقات بعد الحرب العالمية الثانية لتطور صناعة الطيران فاصبحت البلدان البعيدة قريبة الوصول مع ازدياد العطل السنوية في البلدان الصناعية اصبحت السياحة عنصرا هاما اعتبارا من بداية الستينات وبروز وجود النقل الجماعي بالطائرات باسعار مخفضة، ولم تعد السياحة الان صناعة فقط بل اصبحت الصناعة الاولى في العالم من اهميتها بالنسبة لحجم التجارة العالمية من حيث عدد العاملين فيها كبريطانيا وامريكا وفرنسا واليابان والاتحاد الاوربي وشرق اسيا يساوي عدد العاملين في صناعة الكهرباء والحديد والصلب والنسيج والسيارات ..الخ.

قد يكون أن نقول العراق يمتلك امكانيات سياحية ذات مخزون كمي ونوعي لاتتوفر للدول السياحية الاخرى كالموقع المتميز ومخزون حضاري واثاري على مدار 7000 سنة قبل الميلاد وديني وسياحي سواء كان في اقليم كردستان او في الاهوار جنوب العراق.

ومن هذا المنطلق ان بلدنا يمتلك مقومات وامكانيات تؤهله اكثر من غيره من البلدان السياحية لزيادة نصيبه من السياحة الدينية والاثارية التي لاتتناسب
اطلاقا مع نصيبه الحالي مع التأكيد على بذل جهود مكثفة لزيادة نصيبه في مجال السياحة الدينية والاثارية والسياحة العامة واعتقد من الجدير بالذكر لن ترد قائمة في وزارة الثقافة والسياحة مقصدا سياحيا في العراق وماهو نصيبه من العائدات السياحية مثلما هو الحال من احصائيات مصر وتونس ودول شرق اسيا وغيرها من الدول الاخرى توضح فيه اهمية الاستثمار والعائدات الناجمة عن هذا الاتفاق واثره على ازدهار الاقتصاد القومي العراقي.