شيماء النعيم – و تستمر غزة في أن تكون مسرحًا للمأساة والدمار، حيث تشن إسرائيل حربًا ضروسًا على هذا القطاع الفلسطيني المحاصر، مخلفة خلفها آلاف الضحايا المدنيين وتدميرًا هائلًا في البنية التحتية والمنازل. وسط هذا العنف الشديد، يتصاعد الصمت الدولي والتقاعس في مواجهة الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
تتكرر سيناريوهات القصف الجوي والبري والبحري على غزة، مما يتسبب في مزيد من الدمار والمعاناة للمدنيين الأبرياء، بينهم الأطفال والنساء والمسنون. يظل الشعب الفلسطيني يواجه هذا العنف بصمود لا يلين، مؤكدًا حقه في الحرية والكرامة وإنهاء الحصار الذي يفرض عليه منذ سنوات.
مع هذا، تثير هذه الهجمات استنكارًا عالميًا وانتقادات لاذعة لإسرائيل، ولكن يبقى السؤال الملح يطرح نفسه: لماذا يستمر المجتمع الدولي في السكوت المريب إزاء هذه الجرائم؟
في وقت الصمت المجتمع الدولي وتتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية على غزة، تظهر مظاهرات الطلاب في الجامعات الأمريكية وحول العالم كتعبير حي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمًا لمطالبهم بالعيش بكرامة وحرية. تدين هذه المظاهرات من الطلاب والشباب في العالم للظلم والاضطهاد الذي يعاني منه الفلسطينيون، وتشكل صوتًا قويًا يدعو إلى وقف العدوان وإنهاء الحصار والحرب على غزة.
تشمل مطالب الطلاب في تلك المظاهرات وقف الدعم الأمريكي لإسرائيل وفرض عقوبات عليها لمنعها من مواصلة انتهاكاتها لحقوق الإنسان. كما تتضمن دعوات لتحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووقف الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي تمارسه اسرائيل، سحب الاستثمارات من الشركات التي تساعد اسرائيل، ووقف التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الاسرائيلية. كما طالبة الطلبة الجامعي بالحرية التعبير بعد تتدخل الشرطة والحكومة، رددت عبارات باسم “فلسطين حرة” لن نتوقف ولم نستريح”.
وبعد اقل من اسبوع اعلنت رئاسة الجامعة ان مخيمات المتظاهرين تتزايد، وتدخلت الشرطة بأحدي الجامعات بنيويورك واعتقلت طلاب، وتعهد المتظاهرون بالاستمرار.
فقد ضغطت اسرائيل على الجامعات الامريكية لوقف التظاهرات مطالبين بوقف العادية للسامية في الجامعات الامريكية، حيث قدمت بعض الجامعات الامريكية جامعة “براون” تنازلات واتفاق مع الطلبة بمقابل ان يزيل المخيمات المتظاهرين ونص الاتفاق بان بالنظر بقطع العلاقات مع الشركات الاسرائيلية ومرتبطة بإسرائيل ، اما جامعة” هارفارد” قام الطلبة على اقامت معسكر وأغلاق الجامعة. وطالب المتظاهرون بعدم تقديم الدعم لإسرائيل ورفع مجموعة مؤيدة لفلسطين للتضامن مع غزة.
اضافة الى العديد من الجامعات في امريكا نندو بالحرب على غزة واقامت اعتصامات في جميع الارجاء كجامعة نيويورك ، جامعة جورج واشنطن, جامعة بيل، جامعة تكساس، و واعتقالات وتدخلات امنية مع تصاعد الحراك الطلبي الامريكي.
تعكس هذه المظاهرات التزام الطلاب بقيم العدالة والسلام وحقوق الإنسان، وتبرز قوة الحركات الشبابية في تحفيز الوعي العالمي وتشكيل الرأي العام تجاه القضايا الإنسانية العادلة. وبالرغم من التحديات والصعوبات، يظل الشباب العالمي مؤثرًا ومحفزًا للتغيير، وهم يعملون بجدية على تعزيز قيم السلام والعدالة والتضامن في مجتمعاتهم المحلية وعلى المستوى الدولي.
تعكس مظاهرات طلاب الجامعات الأمريكية وحول العالم الروح النضالية والتضامنية التي تجمع الشباب من مختلف الجنسيات والثقافات لدعم القضية الفلسطينية والتأكيد على حقوق الإنسان الأساسية في غزة وفلسطين.