في كل عام، يحتفل العراقيون والمسلمون في مختلف أنحاء العالم بعيد الغدير، وهو مناسبة دينية تتجسد فيها مشاعر الحب والولاء لأهل البيت عليهم السلام. هذا العيد له مكانة خاصة في قلوب المؤمنين، حيث يعبر عن قصة عشق لن تنتهي لرجل الأسلام الأكبر أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (عليه السلام) وأهل بيته الكرام.
حب العراقيين والمسلمين لأهل البيت عليهم السلام قصة عشق لن تنتهي وتتجسد في عيد الغدير وصوره الجميلة.
عيد الغدير هو أحد الأعياد الإسلامية التي يحتفل بها على وجه الخصوص المسلمين الشيعة في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة. هذا اليوم يخلد ذكرى خطبة سيدنا الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم، حيث أعلن فيه ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، مما أصبح هذا اليوم رمزاً للولاء والإخلاص لآل بيت النبي عليهم السلام .
أهمية هذا اليوم
يعتبر عيد الغدير من أهم الأعياد عند المسلمين الشيعة، إذ يؤكد هذا اليوم على ولاية الإمام علي عليه السلام وحقه في الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. تذكر جميع كتب المسلمين أن هذا اليوم هو إعلان وصية صريحة من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، مما يعطيه مكانة كبيرة في العقيدة الإسلامية. ولذا، يُنظر إلى عيد الغدير على أنه تجديد للبيعة للإمام علي وأهل البيت عليهم السلام، وتعزيز للروابط الروحية والولائية بين المسلمين كافه و الشيعة وأئمتهم.
استقبال عيد الغدير
في العراق، يحتفل الناس بعيد الغدير وتحديداً في مدينة النجف الأشرف بمجموعة من الفعاليات الدينية والاجتماعية التي تتنوع بين إقامة المجالس الحسينية، وإلقاء الخطب التي تذكر بمناقب الإمام علي عليه السلام، وتقديم الولائم للفقراء والمحتاجين.
الشوارع تكتسي بالأعلام والرايات، والمساجد والحسينيات تزدحم بالمصلين المبتهلين إلى الله.
في هذا اليوم، يتوجه المسلمين الشيعة إلى المساجد والحسينيات لإحياء ليلة العيد بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم.
يتم تنظيم مواكب ومسيرات تجوب الشوارع، تحمل فيها الأعلام والرايات التي تزينت بشعارات الولاء للأمام علي ولأهل البيت عليهم السلام .
بالإضافة إلى ذلك، يقوم المؤمنون بزيارة المراقد المقدسة، وبالخصوص مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف، حيث يقام احتفال جماهيري كبير يصل الى أكثر من مليونين زائر سنوياً.
الجوانب الاجتماعية والثقافية
هذه الاحتفالات لا تقتصر على الجانب الديني فقط، بل تتجاوز ذلك لتشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية، الأناشيد الدينية والمدائح التي تمدح أهل البيت تملأ الأجواء، والناس يتبادلون التهاني والتبريكات، مما يعزز أواصر المحبة والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وأن لعيد الغدير كمناسبة دينية لها رمزية كبيرة وتميزت هذا العام بأدراج ذكراها ضمن العطل الرسمية في البلاد وجسدت أهمية الوحدة والمحبة والوفاء لأهل البيت عليهم السلام، لما لها من أثر وتعزيز للقيم التضحية والولاء التي جسدها الإمام علي عليه السلام وأهل بيته.
هذه القيم هي التي تجعل من قصة عشق العراقيين والمسلمين لأهل البيت قصة لا تنتهي، بل تزداد قوة وجمالاً مع مرور الزمن.
عيد الغدير هو رمز للولاء المستمر والمحبة الأبدية التي يحملها المؤمنون لأهل البيت عليهم السلام، وتجسيد حي لقيم الوحدة والتلاحم في المجتمع.