يُعّد العام الحالي أحد الأعوام الأكثر سخونة. وكشفت تقارير لمنظمات تابعة للأمم المتحدة أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في درجات حرارة سطح البحر في شمال المحيط الأطلسي، وأنها بلغت أعلى مستوياتها في السنوات الـ40 الأخيرة.
ويؤكد خبراء أن “درجات الحرارة المرتفعة التي تمتد على فترة زمنية طويلة قد تتسبب في إجهاد مائي كبير يساهم في ارتفاع الطلب على المياه وأيضاً على الكهرباء، ما يشكل تحدياً للحكومات على صعيد تلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلكين. وقد يدفع ذلك بعض الدول إلى قطع الكهرباء خلال الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة”.
وفيما تؤثر موجات الحرّ على كثير من الفئات السكانية، يجب اتخاذ إجراءات عدة في إطار البحث عن حلول فعّالة لتبريد الأماكن، من بينها:
استخدام مواد بناء صديقة للبيئة
تقول المهندسة المدنية ألاء وهيبي: “تُعّد مواد البناء الصديقة للبيئة واحدة من أفضل الطرق لتبريد المنازل، خاصة تلك التي لا تسمح بامتصاص درجات الحرارة المرتفعة، على غرار كبسولات الهيدروجيل التي تطرد الرطوبة والماء من المباني، وتحافظ على درجة حرارة معتدلة، إضافة إلى أنواع أخرى من مواد البناء تُركب على واجهات المنازل والمباني. وهذه المواد الأساسية تعمل لمنع امتصاص الحرارة المرتفعة خلال النهار”.
تضيف: “أيضاً، يمكن اتباع عدة استراتيجيات لتبريد المنازل، من بينها إغلاق الستائر خلال النهار لمنع دخول أشعة الشمس الى جدران المنازل وتخزينها. وينصح بشراء ستائر ذات أقشمة حريرية لا تسمح بامتصاص الحرارة، وأيضاً ستائر قماشية متوسطة الألوان ومبطنة بالبلاستيك الأبيض”.
وتشير دراسات أجرتها وكالة حماية البيئة الأميركية إلى أن الستائر ذات الألوان المتوسطة والمبطنة بالبلاستيك الأبيض يمكن أن تقلل الحرارة بنسبة 33%، بينما تقلل معظم الستائر التقليدية حرارة الغرفة بنسبة تصل إلى 10%.
فتح النوافذ
يساعد فتح النوافذ في خلق تيار هوائي، وبالتالي في تبريد المنزل. وفي وقت تكون الحرارة في الخارج أقل من الحرارة في الداخل، يُفضل فتح النوافذ لخلق تيار من الهواء يساعد في تبريد المنزل، ويخفف درجة السخونة.
استخدام النباتات
من بين وسائل الحفاظ على برودة المنزل يعتبر استخدام نباتات فعّالاً وغير مكلف وصديقاً للبيئة، فالنباتات مبردات طبيعية، وتمتص جذورها الماء والمواد المغذية من التربة وتوصلها إلى الأوراق. ويخرج بعض الماء من خلال المسام الموجودة في الأوراق، في ما يشبه التعرّق. وعندما يتبخر الماء يُزيل الحرارة من الهواء.
وبحسب موقع “غاردينينغ ناتشورالي” الخاص بالنباتات، يمكن استخدام أنواع من النباتات، من بينها “فيكوس بنجامينا” الذي يعرف باسم التين الباكي، وهو في الواقع شجرة تنمو بشكل جيد للغاية في الداخل وتحتوي على أوراق كثيرة تساعد في تبريد المنزل.
أيضاً يمكن استخدام نبات “نخيل الخيزران” متوسط الحجم وذي الأوراق الكبيرة باعتباره نظام تبريد قوياً. ويسهل الاعتناء بـ”نخيل الخيزران” الذي يوفر برودة كبيرة داخل المنزل، وتمكن زراعته في الخارج، حيث يخلق ظلاً طبيعياً يساعد في التبريد.
تركيب مراوح للسقف
يمكن استخدام مراوح السقف لتبريد المنزل خاصة إذا جرى تركيبها للدوران بشكل معاكس لاتجاه عقارب الساعة. وتوزع مراوح السقف الهواء في الغرفة عبر دفعه إلى الأسفل ما يساعد في طرد الهواء الساخن.
ووفق تقارير أصدرتها وكالة حماية البيئة الأميركية، لا تقلل مروحة السقف درجة حرارة الغرفة فقط، بل تخلق أيضاً تأثير الرياح الباردة، ما يجعل الغرفة تبدو أكثر برودة مما هي عليه في الواقع. ويمكن أن تكون مراوح السقف فعّالة للغاية في الظروف شديدة الحرارة.
تجنّب الأجهزة الكهربائية والأفران
تجنب استخدام الأدوات الكهربائية والأفران وأدوات أخرى ترسل موجات ساخنة. وعلى سبيل المثال، تبعث الأفران وأجهزة الطبخ الكثير من الحرارة إلى المنزل أثناء استخدامها، وتجعل الحرارة مرتفعة في أرجاء المنزل، لذا يُفضل الحدّ من استخدام الطباخ أو الأفران خلال النهار، واستبدالها بمأكولات باردة، أو تبديل أوقات الطهي إلى المساء أو في ساعات تكون فيها درجات الحرارة مقبولة نسبياً، مثل الصباح الباكر. أيضاً قد توّلد أجهزة منزلية عدة مثل الغسالات وغسالات الأطباق، والأدوات المنزلية الأخرى، الحرارة في المنزل وتجعله أكثر سخونة.
المصدر: العربي الجديد