حسن درباش العامري – من الواضح بأن الموقف الإيراني من كل قضايا المنطقة والعالم وفي مقدمتها العدوان الصهيوني والجرائم الاسرائيلية وحرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزه والجرائم القذره بحق أبناء لبنان من خلال عملية تفجير أجهزة الاتصالات البيجر والاي فون وغيرها وماتلتها من عمليات قصف مركز للمدنيين والعمل على توسيع نطاق الحرب الأجرامية الاسرائيلية المدفوعه بتأييد وتمويل أمريكي وحلفها في شمال الأطلسي ، ذلك التأييد الذي ينسف كل ادعاءات وقوانيين حقوق الإنسان والشرعية الدولية المزعومة.
وكذلك مشفوعة بتأييد موقف عربي وإسلامي متخاذل ومتخوف من دول التطبيع العربية ودول الإسلام السني الاموي ! ولم نسمع صوت مناصر للشعب الفلسطيني العربي المسلم (السني) الذي يذبح بدم بارد غير المسلمين الشيعة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وإيران ومناطق أخرى في العالم هم وحدهم الذين تمسكوا بمناصرة القضايا المصيريه للعرب والإسلام ورفض شعوب العالم الحر المناصر لحقوق الإنسان و الرافض للقتل وجرائم الاباده والتهجير تلك الشعوب التي تعمل بعيدا عن أرادات الحكومات والمواقف السياسية.
ومن الواضح بأن الموقف الإيراني يكون متأثرًا بمن يمسك السلطة في إيران! فموقف حكومة المتشددين مختلف كثيرا عن موقف حكومة الاصلاحيين رغم أن للمرشد الأعلى السيد الخامنائي تأثيره الواضح في السياسة الإيرانية وربما سياستها الخارجية، فنجد الجنوح للسلم والمغازلة التي يبديها الرئيس الإيراني الاصلاحي بزشكيان للولايات المتحدة ومن هنا نجد الإتجاه الاصلاحي في إيران يدفع بالانفتاح نحو إعادة العلاقات الإيرانية على أسس مختلفة عن الاتجاه المتشدد الذي يعتبر أمريكا (الشيطان الاكبر)، وربما تخليه عن الرد على التجاوز الاسرائيلي على السيادة الإيرانية في قضية اغتيال ضيف الجمهورية الإيرانية الأمين العام لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنيه الذي اغتيل بصاروخ موجه أثناء تواجده في إيران للمشاركة في تشييع الرئيس الإيراني الأسبق الشهيد رئيسي.
قد سويت بعد تقديم امريكا بعض الامتيازات لإيران وبعض اللين في قضية الملف الايراني النووي، حتى نجد تصريح الرئيس الإيراني في قمة الأزمة المتمثله بالجرائم الاسرائيلية على لبنان، يصرح ويبعث رسائل تقول لأمريكا ومن خلفها اسرائيل بأنه يعتبر الامريكيين اصدقاء! ويبحث عن علاقات جديدة معهم وهو يعلم علم اليقيين بأن اسرائيل لم تصمد في اعتداءاتها على المسلمين من غير المساعدات والدعم الامريكي بالمال والسلاح .. نعم الجميع متفهم للموقف الإيراني بأنها تستخدم المناورة من أجل كسب الوقت للانتهاء من تحقيق امتلاك السلاح النووي لتصبح قوه نووية ولتتحدث حينها بقوة كما أنها غير مستعده لتلقي الضربات الصاروخية في حالة اندلاع الحرب عليها من قبل الجبهة الاسرائلية – الأمريكية ، ولكن هل امنت غدر اسرائيل وكيف تصمد وهي ترى اسرائيل تدمر حلفاؤها الشيعة في العراق ولبنان واليمن وسوريا وهل نسيت ان وراء ذلك كله دفع امريكي خليجي وعربي. وهل ان صمتها سيوقف التمدد الاسرائيلي الذي يرفع شعار من النيل إلى الفرات !
من المعروف بأن إيران تمد حلفاؤها بالصواريخ الإيرانية ولكن سوف لن تكفي تلك الصواريخ لتحقيق النصر وإعادة الحقوق الإسلامية ومعلوم الدعم الأمريكي المفتوح لاسرائيل ليتحول الصراع أمريكي – إيراني غير معلن من خلال حلفاء وادوات كل منهما مع تفوق السلاح الامريكي الكبير والتي لاتبخل به رغم الأزمة الاقتصادية الامريكية ومعدل الديون التي تصل إلى ترليون دولار كل مائة يوم ! لتصل مجمل الديون الامريكية إلى ٣٤,٥٨ ترليون دولار ، والتي تعادل الناتج المحلي لخمسة دول عظمى مجتمعة كاليابان والصين والمانيا وفرنسا والمملكه المتحدة.
كما أن إيران كانت قد دخلت منذ فترة بالحلف الروسي الصيني الكوري الشمالي وهي تعلم بأن العالم متجه إلى الواقع متعدد الاقطاب بدل القطب الامريكي المتجبر.
الحقيقة أن تنحية الدور الإيراني من قبل الولايات المتحدة بعد اغتيال هنيه وتوجه الفرقاطات الأمريكية وحاملات الطائرات للمنطقه كورقة ضغط وتهديد معلن لإيران للتراجع عن تهديداتها بالرد على اسرائيل سيؤدي إلى اضعاف كل الحلفاء الشيعه بدءا من لبنان و سوريا وفي العراق وكذلك اليمن ، وسيقوي التمادي الاسرائيلي في المنطقه وتوسعة نطاق الحرب لتشمل دول المواجهة الجديدة ولكنها في نهاية المطاف ستبقى رهنا للتغيرات والمستجدات في العالم وربما ستكون رغم واقع التفوق الاسرائيلي سببا في إنهاء اسرائيل كدوله مجرمة في قلب الوطن العربي.