الكاتبان/ دبلال الخليفة و حسنين تحسين
انطلقت في مدينة قازان الروسية، الثلاثاء، أعمال القمة الـ 16 مجموعة دول بريكس، القمة الحالية لدول بريكس تمت في ظروف غير طبيعية وهي ان حربين تشتعلان في العالم وهي حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان وهنالك حرب خفية ثالثة تحدث دون ان يسلط عليها الإعلان ضوئه وهي حرب السودان الداخلية.
ان العامل المشترك بين الحروب الثلاث هي ان الطرفين المتنازعين يمثلان النزاع بين المحورين الشرقي والغربي، أي ان الحرب بينهما واقعة فعلا لكن بصورة غير مباشرة.
وفي خضم هذه الظروف تزداد الحرب من السنتها وبحرب ونزاع بين الطرفين لكن هذه المرة بشكل اخر وهي نزاعات وحروب سياسية واقتصادية من خلال عقد قمة لمجموعة بريكس في مدينة قازان الروسية وبحضور زعماء الدول المؤسس للمجموعة (الصين والهند وروسيا والبرازيل وافريقيا الجنوبية) مع زعماء الدول المنضمة سابقا عدا ولي عهد السعودية.
النقاط الأهم التي تضمنتها القمة هي:
1 – روسيا تقترح فتح بورصة “بريكس” للحبوب لتحديد مؤشرات أسعار عادلة لهذه المواد الخام. و يكاد يكون واحد من اشد الاقتراحات تهديد لمجموعة السبع، فهو سلطة مماثلة لأوبك و هو ما يعني يد حاكمة للغذاء غير امريكا.
2 – مقترح انشاء منظومة دفع تكون بديل عن سويفت اسمها بريكس بي.
3 – اما الأهم على الاطلاق هي تم تقديم نموذج “لعملة البريكس” هدية لبوتين خلال القمة.
4 – لأول مرة منذ 5 سنوات، عقدت الهند والصين اجتماعاً ثنائيا، وجاء ذلك بعد يوم من الإعلان عن اتفاق تاريخي بين البلدين لإنهاء أزمة الحدود المتنازع عليها.
5 – أدانت مجموعة البريكس بأكملها إسرائيل جماعياً ودعت إلى وقف إطلاق النار.
6 – أعلن بوتين أن إيران “أصبحت عضواً كاملاً في مجموعة البريكس. وقريباً سيتم التوقيع على اتفاقية شراكة شاملة مع إيران. في نفس الوقت التي تقول فيه إسرائيل انها ستضرب ايران وبشكل حتمي.
واضح من خلال الاقتراحات و جدية الطرح و خطوات التقدم، ان الدول سئمت من استغلال امريكا لسلطتها الدولارية بالهيمنة و التعسف بإستخدامها ضد الدول التي لا تخضع لاردتها، اخطأت امريكا كثيرًا بأسلوب العقوبات تجاه الدول على نفس القدم و الساق، فدول مثل روسيا و الصين ليس كايران و العراق، بقرارتها الجريئة تلك استفزت الدب و التنين معًا بطريقة تدعو للشك بحكمة امريكا!!!
كما فقد الدولار سابقًا الكثير امام اليورو فانه حتمًا سيفقد الكثير امام عملة بريكس حال إصدارها و سيفقد اكثر إذا كانت قيمتها اقل من الدولار فنيًا.
الغريب في الامر ان بريكس ضمت دول حلفاء للغرب وفي نفس الوقت أصبحت جزء من القوة الصاعدة في المحور الشرقي وهي بريكس، اعتقد ان الكثير من الدول فكر في مصلحته أولا والكل يعرف ان التنين الصيني سيكتسح الاقتصاد العالمي لا محالة مع العلم ان الهند هي أيضا ستسلك طريق الصين وتصبح قوة اقتصادية كبرى بعد بضعة سنوات
ولكن السؤال الأشد دهشة، لماذا لم يحضر العراق و لو كمشاهد فقط ككثير من الدول ومنها فلسطين، هل الامر حدث لاسباب، ام هو كحجة ملف الكهرباء حينما تعاقدت مصر مع شركة سيمنس الألمانية لانشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بينما ابدى المسؤول العراقي سابقًا ان حكومة واشنطن ترفض ذلك و كأننا ولاية أمريكية ، و إذا كان الأمر كذلك و اننا كليًا بفلك امريكا هذا يعني ان كل ما ليس بفلك امريكا هو استعراض ببصيص سمحت فيه امريكا.
بتقدير حصيف للمتابع لسنوات العراق بعد 2003 ان سبب عدم انتظام النظام فيه ببريكس يجمع امرين الاول عدم اكتراث اصلًا و سببه عدم تنبه و ذلك بسبب عدم وجود مستشارين ناصحين و كذلك هكذا امور لا تعني المنظومة الحاكمة، و الثاني هو تخوف غير مبرر على النظام غير المستقر من غضبة امريكا!! و هذا كله يدل على ضعف كبير باستشراف المستقبل و الذهاب نحو الاعتماد المتعدد.