رؤية مستقبلية في الجدوى الاقتصادية من انضمام العراق لمجموعة (بريكس بلاس) (BRICS Plus)

شارك الخبر

رياض العيداني – مجموعة بريكس بلاس (BRICS Plus) هي عبارة عن تحالف مجموعة من الدول تحالفاً اقتصادياً وهذه الدول هي ( Brazil البرازيل ، Russiaروسيا ، , Indiaالهند ،, Chinaالصين ، South Africa جنوب افريقيا)‏ تأسست في عام 2006، وكلمة (BRICS ) مأخوذة من الأحرف الأولى لكل دولة مشاركة في هذه المجموعة ، ومن ثم التحقت بهذه المجموعة خمس دولاً جديدة هي (السعودية، الإمارات، مصر، إثيوبيا، إيران) في عام 2024، وكان الهدف المعلن من هذه المجموعة هو (التنسيق في القضايا الاقتصادية العالمية ، بما فيها التعاون في النظام العالمي المالي وحل قضايا إمدادات الغذاء) ، أما غير المعلن فمن وجهة نظر الكاتب فهي تسعى الى خلق نظام اقتصادي جديد يقف بوجه الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي ، تسيطر هذه الدول على ربع مساحة اليابسة من كوكب الأرض ، وعدد سكانها يقارب من 40% من عدد سكان العالم .

أهداف المجموعة:
1-. تعزيز التعاون الاقتصادي : تهدف دول البريكس إلى تحسين التعاون في مجالات التجارة والاستثمار بين أعضائها ، وذلك لتقليل الاعتماد على الاقتصاديات الغربية مثل الولايات المتحدة وأوروبا.
2- إصلاح النظام المالي العالمي : تسعى البريكس إلى إعادة هيكلة المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ، بما يتيح لهذه الدول دوراً أكبر في اتخاذ القرارات العالمية.
3- التعاون في مجالات التنمية: تهدف المجموعة إلى تعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة والتكنولوجيا والبنية التحتية، بما يخدم مصالح جميع الدول الأعضاء.
4- تعزيز التعددية القطبية: البريكس تدعو إلى عالم متعدد الأقطاب حيث لا تكون القوى الغربية وحدها مهيمنة، وتسعى إلى تقوية تأثير الدول النامية في القضايا الدولية.
5- التكامل السياسي: على الرغم من التركيز الأساسي على الاقتصاد، فإن البريكس تتناول أيضاً قضايا سياسية مثل التغير المناخي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار الثقافي والحضاري.

إمكانية انضمام العراق إلى مجموعة بريكس:
بصراحة هذه المجموعة تبحث عن الدول التي تضيف للمجموعة شيءً جديداً ولديها معايير معينة لقبول انضمام أي دولة لهذا التحالف ومن جملة هذه المعايير التالي :
1-. التنوع الاقتصادي : من المهم جداً للدول الجديدة أن يكون اقتصادها متنوعاً وخصوصاً في مجال الزراعة والصناعة والتكنولوجيا ، لكن العراق يعتمد اقتصاده بشكل رئيسي على صادرات النفط مما يجعله اقتصاداً غير متنوع وقليل المرونة ومن الصعب انضمامه لهذه المجموعة ، إلا إذا اتجه الى مجموعةٍ من السياسات الاقتصادية الإصلاحية وفي جميع القطاعات ، من أجل النهوض بالاقتصاد نهضةً حقيقيةً ، وبذلك ستكون الفرصة أمامه كبيرة في الانضمام الى تلك المجموعة .
2- الاستقرار السياسي: تحتاج مجموعة البريكس إلى دول مستقرة سياسياً واقتصادياً لضمان استدامة التعاون ، أما في العراق فالوضعُ مختلفٌ تماماً ، فهو يعاني من الكثير من التحديات السياسية والأمنية الخارجية والداخلية ولأجل تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي يجب وضع خطة حقيقية تضع في أولى أهدافها (العراق أولاً) اسوةً بباقي دول العالم !!! ، والاستقرار السياسي ببساطة سيجلب الاستثمار الأجنبي المباشر بغض النظر عن الانضمام لهذه المجموعة أم لا، فإن العراق سيشهد انتعاشاً اقتصادياً غير مسبوق وسيحقق التنمية الاقتصادية المستدامة.
3- العلاقات الدبلوماسية: الدول الأعضاء في البريكس تتمتع بعلاقات جيدة مع معظم دول العالم، ولديها موقف مشترك تجاه الإصلاحات في النظام المالي العالمي ، لذا يجب على العراق أيضاً أن يحافظ على علاقات قوية مع هذه الدول وأن يظهر اهتماماً بتعزيز التعددية القطبية.
4- البنى التحتية كطريقٍ للتنمية الاقتصادية : أحد الأهداف الأساسية للبريكس هو تعزيز التنمية المستدامة وتحسين البنية التحتية ، إذا كان العراق قادراً على تقديم مشاريع تنموية كبيرة تتماشى مع أهداف بريكس، فقد يزيد ذلك من جاذبيته كعضو محتمل في المستقبل .

الجدوى الاقتصادية لانضمام العراق إلى مجموعة البريكس:
1-. زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر: انضمام العراق إلى البريكس يمكن أن يعزز من تدفق الاستثمارات الأجنبية، خاصة من دول مثل الصين والهند. هاتان الدولتان لديهما خطط استثمارية كبيرة في البنية التحتية والطاقة في الدول النامية.
2- توسيع التعاون التجاري: الدول الأعضاء في البريكس لديها أسواق ضخمة وسريعة النمو. انضمام العراق يمكن أن يفتح له الباب لتوسيع تجارته مع هذه الدول، مما قد يساعد على تنويع مصادر دخله بعيداً عن النفط.
3- الحصول على تمويلات ميسرة : مجموعة البريكس لديها بنك للتنمية (New Development Bank)، والذي يوفر قروضاً بشروط ميسرة لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية ، وانضمام العراق يمكن أن يتيح له الوصول إلى هذه التمويلات لتمويل مشاريع كبرى مثل الكهرباء، المياه، والنقل وبذلك نخرج من رحمة صندوق النقد الدولي وشروطه المجحفة والمهلكة لأي دولة تقترض منه.
4- تنويع الشركاء الاقتصاديين: الانضمام إلى البريكس سيمكن العراق من تقليل اعتماده على الأسواق الغربية في التجارة والاستثمار، وتعزيز علاقاته مع دول آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا. هذا التنويع يمكن أن يحسن من استقراره الاقتصادي.
5- التعاون في الطاقة والتكنولوجيا: العراق يمكن أن يستفيد من تعاون الدول الأعضاء في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة ، وهو أمر قد يساهم في تقليل اعتماده على النفط ، كما يمكن أن يعزز استثماراته في قطاعات جديدة مثل الطاقة الشمسية.

الخلاصة:
يمكن للعراق أن يكون ضمن مجموعة البريكس وهذا ما سيحقق له جدوى اقتصادية عالية ، خاصةً من حيث تعزيز الاستثمار الأجنبي ، وتمويل المشاريع التنموية ، وتوسيع التعاون التجاري ، ومع ذلك سيتطلب ذلك من العراق جهوداً كبيرة وجبارة لتحسين استقراره السياسي والاقتصادي، وتنويع اقتصاده لجعله أكثر ملاءمة لمتطلبات عضوية المجموعة وتحقيق رفاهية المجتمع.