‏مواقع الفساد الاجتماعي

شارك الخبر

د. محمد عبيد – مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أبرز مظاهر التكنولوجيا الحديثة التي غيرت أسلوب حياتنا اليومية فمنذ ظهورها أصبحت وسيلة للتواصل وتبادل الأفكار وبناء العلاقات إلا أن هذا الجانب الإيجابي قد تراجع في ظل تصاعد ظواهر سلبية أبرزها انتشار الفساد الأخلاقي والاجتماعي مما جعل هذه المنصات ميدانًا لعرض المحتويات التي تتجاوز حدود القيم والمبادئ

في السنوات الأخيرة تحولت منصات مثل إنستغرام وتيك توك وسناب شات إلى ساحات للترويج لممارسات تخالف القيم الأخلاقية والاجتماعية حيث تنتشر صور ومقاطع فيديو تظهر العري والتصرفات المثيرة للجدل في محاولة لجذب الانتباه وزيادة عدد المتابعين ما يثير القلق أن هذه المواد تعرض بشكل متاح للجميع بما في ذلك المراهقين والأطفال الذين قد يتأثرون بها بشكل سلبي

المشكلة الأساسية تكمن في استغلال هذه المنصات لنشر محتويات تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية أو مالية دون النظر إلى الأثر الأخلاقي والاجتماعي فهناك من يقوم بتقديم محتويات خادشة للحياة لتحقيق الشهرة والانتشار دون أدنى مراعاة للقيم والتقاليد

هذا الأمر لا يؤثر فقط على الأخلاق الفردية لكنه ينعكس أيضًا على النسيج الاجتماعي حيث يؤدي إلى تراجع القيم الأسرية وزيادة التفكك المجتمعي كما يسهم في نشر ثقافة الاستهلاك السطحي والاهتمام بالمظاهر بدلاً من التركيز على القيم الحقيقية

لمواجهة هذه الظاهرة يجب تضافر جهود الحكومات والمؤسسات المجتمعية والأسر من خلال وضع قوانين صارمة لتنظيم المحتوى على هذه المنصات إلى جانب نشر الوعي بين المستخدمين خاصة الشباب حول مخاطر الانجراف وراء هذه المظاهر كما يجب أن تكون هناك رقابة ذاتية لدى الأفراد ليكونوا أكثر وعيًا بما يشاركونه ويشاهدونه على هذه المنصات

في الختام تبقى مواقع التواصل الاجتماعي أداة ذات حدين فبينما يمكن استخدامها لنشر الإيجابية والتوعية أصبحت في الوقت ذاته ساحة لبث الفساد الأخلاقي والاجتماعي مما يتطلب وعيًا ومسؤولية من الجميع للحد من تأثيراتها السلبية والمحافظة على القيم والمبادئ.