بعد زيارة السوداني… العراق وبريطانيا من نمطية العلاقة الى شراكة الأنداد

شارك الخبر

رسمت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى بريطانيا منعطفا تأريخيا في العلاقات الثنائية بين لندن وبغداد التي تعد من أقدم العلاقات القائمة، بعدما أسفرت عنه من نتائج باتت تشكل مساراً جديداً على المستويات السياسية والإقتصادية والأمنية.

وسط إصرار الطرفين على التعاطي مع هذا المسار بجدية نظرا لما تشهده المنطقة من تموضعات بعد سلسلة التغييرات التي عصفت بها، وتبدل نظرة بريطانيا إتجاه العراق بوصفه لاعباً أساسياً في رسم الملامح الجديدة للجوار الإقليمي، ورقما صعبا يمكن الأعتماد عليه في حل الأزمات الناشبة وتهدئة الأوضاع عبر الركون الى لغة الحوار والدبلوماسية العالية، وهذا مابدى واضحا في تعامله مع المتغير السوري وموقفه المتوازن من الصراعات القائمة. وبحسب مراقبين للشأن الدبلوماسي فأن إحتفاء الجانب البريطاني والإهتمام الإستثنائي برئيس وأعضاء الوفد الحكومي تخطى القواعد البروتوكولية الصارمة والمعمول بها في المملكة المتحدة، بدء من إستقبال الملك تشارلز الثالث لرئيس الوزراء بخلاف العرف المعتاد في إستقبال الملك للملوك ورؤساء الدول تحديدا، مرورا برفع أسم العراق من قائمة السفر الحمراء إلى البرتقالية والصفراء. في مؤشر على تحسن الأوضاع الأمنية وتعافي العراق من الإضطرابات والتوترات التي شهدها على مدى العقدين الماضيين. وليس إنتهاء بالإستثمار الواضح لبرنامج الزيارة في التوصل الى تفاهمات وتوقيع مذكرات وإتفاقات شملت قطاعات الأمن والدفاع والنفط والطاقة والتعليم والبيئة والمياه وتبادل الضمانات السيادية لتأمين الحماية للعقود والشراكات الموقعة.
▪︎ وفد رفيع المستوى
من جهته عمد السوداني الى إصطحاب نحو 30 رجل أعمال عراقي الى جانب الوفد الحكومي رفيع المستوى، المؤلف من  نواب رئيس الوزراء ووزراء الخارجية والتخطيط والنفط وعدد من المستشارين والخبراء، في خطوة وصفت بأنها تعكس حرص الحكومة العراقية على إنعاش القطاع الخاص  وإشراكه في تنفيذ سياسات التنمية المستدامة وإعادة البناء والإعمار في عموم مدن البلاد الى جانب القطاع العام، والإستزادة من الخبرات البريطانية العريقة في هذا القطاع، وتعزيز الشراكات الآنية والمستقبلية بين القطاعين العراقي والبريطاني.
كما جرى على هامش الزيارة إعادة إفتتاح المركز الثقافي في العاصمة لندن والذي يعد من أشهر وأقدم المراكز الخارجية التابعة لوزارة الثقافة العراقية. واسفرت الزيارة اللافتة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى المملكة المتحدة عن توقيع 12 مذكرة تفاهم علمية مع الجامعات البريطانية في مختلف التخصصات، و 8 مذكرات مماثلة بين القطاعين العام والخاص العراقيين وشركات بريطانية، ومذكرة عمل مع عملاق الصناعة النفطية شركة بريتش بتروليوم BP، إضافة الى مذكرة بشأن التغير المناخي والبيئة واقتصاديات الكاربون، فضلا على مذكرة بين لجنة مبادرة الضمانات السيادية ومؤسسة ضمان الصادرات البريطانية. والتقى رئيس الوزراء السوداني خلال وجوده في العاصمة البريطانية ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث. ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، موقعا معه اتفاقية شراكة وتعاون واسعة بين  البلدين. كما التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي. ووزير الدفاع البريطاني جون هيلي. ووزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر. ووزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني.
▪︎ شراكة الأنداد
الى ذلك أكد السفير البريطاني في العراق ستيفن هيتشن، أن العراق والمملكة المتحدة دخلا مرحلة جديدة من العلاقات قائمة على “شراكة الأنداد”. وقال هيتشن في معرض تعليقه على نتائج الزيارة خلال مقطع فيديو نشره وتابعته “مراصد”: “فتحنا صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين العراق والمملكة المتحدة ، ودخلنا الى مرحلة شراكة الأنداد”. وأضاف أن “التحديات الرئيسة في العراق تكمن في شح المياه والكهرباء والأمن والتعليم والاتصالات”، مبيناً أن “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى لندن تضمنت توقيع اتفاقيات جديدة في جميع هذه المجالات”. وكان هيتشن قد أستبق موعد وصول السوداني وأعضاء الوفد الحكومي في تعليق  أثار إهتمام مختلف وسائل الإعلام بقوله “أن الجو في لندن بارد لكن الترحيب سيكون حاراً جدا بمحمد شياع السوداني”.  بالمقابل دعا السوداني خلال الزيارة كبريات الشركات البريطانية للاستثمار في العراق.
▪︎ تعاون منتج
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني قد دشن زيارته للعاصمة لندن بلقاء ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث، وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء بأن “اللقاء استعراض التعاون الثنائي بين العراق والمملكة المتحدة، وسبل إقامة شراكة منتجة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية”.وأضاف البيان، أن “اللقاء تطرق إلى التعاون في مجال مواجهة تحديات التغيرات المناخية، وفرص تعزيز التعاون الثقافي”. كما التقى السوداني نظيره البريطاني كير ستارمر في مقر الحكومة البريطانية بلندن. وقال المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، “أكد رئيسا الوزراء على التزامهما بدعم رؤية عراق مزدهر وذي سيادة من خلال شراكة جديدة تركز على التجارة والاستثمار، وتعميق الروابط التعليمية والثقافية” واضاف البيان “وقّع رئيسا الوزراء اتفاقية شراكة وتعاون تاريخية، وهي اتفاقية واسعة النطاق بشأن التجارة والتعاون الاقتصادي والستراتيجي”.
▪︎ خارج دائرة الصراع
وفي مقابلة أجرتها معه قناة سكاي نيوز الإنكليزية رحب السوداني باتفاق وقف اطلاق النار في غزة وقال ” آن الأوان أن يعي الجميع أن حرب الإبادة الجماعية يجب ان تتوقف، وأن تبذل الجهود لإعادة إعمار غزّة، وأن لا حلَّ سلميًّا إلّا بالحوار المباشر مع الفلسطينيين وضمان حقوقهم.” وأضاف “نرغب بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وفتح الآفاق بالعلاقة في جميع المجالات خصوصاً في المجال الاقتصادي.مؤكدا “نجحنا في إبعاد بلدنا عن ساحة الصراع ومستمرون بأداء واجباتنا ومهامنا”.
وفي حديث مماثل أفاد السوداني ان العراق “حافظ على سياسة مستقلة ومتوازنة تضع المصالح العليا للبلد فوق كل اعتبار، برغم التحديات والتطورات التي تشهدها المنطقة”. موضحا ان “زيارته الى بريطانيا ستؤسس لعهد جديد في العلاقات بين البلدين”. وخلال حديثه لشبكة BBC أشار السوداني الى ان “العراق لديه استقلالية في قراره ولا يوجد نفوذ يسيطر على القرار العراقي، ولا يسمح بالتدخل في شؤونه” وكشف السوداني عن طرح  مشروع طريق التنمية الإستراتيجي لجميع دولة المنطقة ولن يكون له تأثير على دول أخرى، انطلاقا من ايماننا بالشراكات الاقتصادية”. من ناحيته وصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، زيارة السوداني الى بريطانيا، بانها  “زيارة مهمة جداً” مشيدا بدور بريطانيا في تنفيذ عمليات عسكرية في العراق اثناء حربه لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش  موضحًا ان “الزيارة تضمنت 13 لقاءً اقتصادياً و8 لقاءات سياسية و10 لقاءات إعلامية وثقافية وأيضاً لقاء الجالية”. وتابع العوادي أن “زيارة رئيس الوزراء ستُعيد العلاقات العراقية البريطانية إلى ما كانت عليه في الزمن الأول وستبحث الملفات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والاستخبارية والثقافية”. واستقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال وجوده في العاصمة البريطانية ممثلي 24 شركة بريطانية كبرى في قطاعات ونشاطات مختلفة، إضافة الى عدد من رجال الأعمال، بحضور مسؤولين حكوميين بريطانيين وعراقيين، وتطرق السوداني خلال حديثه الذي نشر مكتبه الإعلامي مقتطفات منه  الى اجراء إصلاحات حقيقية في العراق، “نفذنا اصلاحات في الواقع الضريبي والكمركي، وتسجيل الشركات، وكل الموافقات الخاصة بالفرص الاستثمارية. وقدمنا لأول مرّة ضمانات سيادية للقطاع الخاص كي ينفذ مشاريع، واليوم وقعنا مع (UKEF) ما يتعلق بهذه الخطوة”. واكد خلال حديثه “خطواتنا تستهدف خلق قاعدة صناعية وطنية، ووجود الشركات البريطانية مع القطاع الخاص سيخلق فرصاً حقيقية.” مشددا على “إجراء اصلاحات في القطاع المصرفي والمالي، وكل تحويلاتنا المالية تجري عبر نظام تحويل مباشر من خلال مصارف عالمية وسيطة، وخاضعة للتدقيق من قبل الشركات المختصة. وفي قطاع الإتصالات استقبل السوداني، في مقرّ إقامته بالعاصمة لندن وفد شركة فودافون البريطانية للاتصالات.وجرى، خلال اللقاء، بحث موضوع الرخصة الوطنية الرابعة للهاتف المحمول، التي تمّ الاتفاق عليها بين وزارة الاتصالات وشركة فودافون لتشغيلها.
▪︎ حصيلة وافرة
وفي إطار سعي حكومة السوداني الى تطوير قطاع النفط والطاقة في العراق، أعلن في لندن عن توقيع مذكرة تفاهم لتقييم إمكانية إعادة التطوير الكامل لحقول كركوك الأربعة للتنفيذ، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط حيان عبد الغني السواد، حيث وقعها عن الجانب العراقي مدير عام شركة نفط الشمال السيد عامر خليل أحمد، فيما وقعها عن شركة بريتش بترليوم مدير فرع العراق السيد زيد الياسري. وتستهدف المذكرة العمل على إحالة مشروع إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الأربعة في كركوك إلى شركة BP، من أجل زيادة الإنتاج والوصول إلى أفضل المعدلات الإنتاجية المستهدفة من النفط والغاز. واكدت مصادر في وزارة التخطيط ان بريطانيا ستقوم بإزالة جميع حقول الألغام في العراق بعقد قيمته 330 مليون جنيه إسترليني، وسيقود تحالف شركات بريطانية مشروعاً كبيراً للبنية التحتية للمياه بقيمة تصل إلى (5.3) مليار جنيه استرليني وسيؤدي ذلك إلى تحسين جودة المياه وريّ الأراضي الزراعية وتوفير المياه النظيفة في جنوب وغرب العراق. وذكرت المصادر سيتم تعيين شركة بريطانية لإنشاء البُنية التحتية واسعة النطاق لمحطّات تحلية ومعالجة المياه، بما يوفر المياه النظيفة لثلاثة ملايين عراقي في محافظة البصرة، وتبلغ قيمة هذا المشروع ما يصل إلى (3.3) مليار جنيه إسترليني. مشيرة الى قيام شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا بتوريد وتركيب محطات فرعية للطاقة بقيمة (82) مليون جنيه إسترليني لتحسين شبكة الكهرباء في العراق.
وتابعت المصادر، ستقوم شركة بريطانية بالمباشرة بمشروع مد سكة حديد جديدة في العراق بقيمة (82) مليون جنيه إسترليني. وأكدت المصادر ذاتها التعاقد مع شركة بريطانية لتوفير حلول إدارة المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لأمانة بغداد بقيمة (655) مليون جنيه إسترليني. وفي سياق متصل استقبل السوداني وفقا لبيان آخر، رئيس شركة شل النفطية،  والذي أعلن إستعداد شركته لزيادة الاستثمارات في العراق، خصوصاً في مجال الغاز المصاحب، بجانب الاستثمار في قطاع الغاز الحر، بعدما طرحت الحكومة العراقية جولة تراخيص لاستثماره في عدة مناطق من العراق. في حين أشار السوداني في حديثه إلى توقيع العقد بين العراق وبريتش بتروليوم النفطية، الذي يعد الأكبر في المنطقة، مؤكداً اتجاه العراق إلى تطوير صناعته النفطية، والتوسع في إنتاج وتصدير المشتقات النفطية، واستثمار حقول كركوك، والوصول إلى استثمار الغاز المصاحب بنسبة كاملة. واعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان منفصل بأن السوداني، استقبل أيضا في لندن وفد شركة بي أي إي سيستمز للصناعات الحربية والأمن السيبراني. وجرى، خلال اللقاء، بحث أوجه التعاون الممكنة مع العراق، إذ رحب السوداني بالعرض الذي قدمه المدير التنفيذي للشركة بافتتاح خطوط إنتاج للأسلحة بالتعاون مع هيأة التصنيع الحربي في العراق، وكذلك تقديم الخدمات في مجال الأمن السيبراني.
كما استقبل شياع السوداني، في مقر إقامته بالعاصمة لندن، ممثلي أربع شركات ايرلندية في اختصاصات مختلفة. واستعرض الوفد أعمال كل شركة وتخصصاتها، وأبرز المشاريع التي نفذتها على مستوى أوروبا والعالم، واستعدادها للتعاون التام مع الحكومة العراقية.

▪︎ لقاء إعلامي لافت
وفي لقاء لافت أستقبل السوداني في لندن نخبة من رؤساء تحرير صحف عربية وكتاب رأي وصحفيين عرب وأجانب، وبحسب مكتبه الإعلامي تحدّث السوداني عن “أهمية وحجم الاتفاقات الأمنية والاقتصادية والتنموية المبرمة خلال الزيارة، وأن الاتفاقية الثنائية ستعرض على مجلس النواب لغرض تصديقها”. كما تطرق إلى خطوات الحكومة في مجال التكامل الاقتصادي، مشيراً إلى المضي في “الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وإنشاء المحطات المتعلقة، إلى جانب التعاون في مجالات التطوير العقاري، وبناء المدن الجديدة، وإحداث انتقاله في البنى التحتية التي تعتمد عليها التنمية المستدامة”.  وفي لقاء السوداني مع  وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر. ذكر بيان لمكتبه الإعلامي ،”جرى، بحث آليات التعاون المشترك في المجالات الأمنية وتبادل الخبرات ودعم قدرات القوات الأمنية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة، والتعاون الاستخباري والمعلوماتي” وأشار البيان إلى أنّ التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين “سيكون بمسار واضح في إطار رؤية الاتفاقية العراقية البريطانية، وبما يسهم في مواجهة مختلف التحديات المهمة للجانبين.” طبقا للبيان. وفي لقاء  السوداني مع وزير الدفاع جون هيلي، ذكر المكتب الإعلامي “جرى، خلال اللقاء، بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات العسكرية وتبادل الخبرات، إذ تم الاتفاق على تنفيذ الإعلان المشترك بين البلدين بمجال الدفاع وتشكيل فريق ثنائي لتحديد مبادئ الاتفاق التي ستكون أساساً في رسم خارطة التعاون المشترك.” كما استقبل السوداني بمقر إقامته في لندن، وزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني بيتر كايل. وجرى خلال اللقاء، بحث سبل التعاون في مجال التكنولوجيا بمختلف أشكالها، خصوصاً في مجالات الذكاء الاصطناعي. كما تم التطرق إلى الاستفادة من الخبرات البريطانية في مجال تطوير البنية التحتية الرقمية في العراق.

▪︎ عقود ومذكرات تفاهم
وتمخضت الزيارة عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص العراقي وعدد من الشركات والمؤسسات البريطانية شملت مذكرات تفاهم بين وزارة الإعمار والإسكان – دائرة الماء العامة وشركة (IHS) الاستشارية، في مجال تقديم دراسات تجريبية لاتفاقية المياه الشاملة”. والمصرف العراقي للتجارة (TBI) وبنك ستاندرد تشارترد. ومجموعة الرضا وشركة جيمس كوبيت البريطانية بشأن ماء البصرة. وإبرام عقد تجهيز أمونيا مع شركة كيبيت البريطانية بشأن إنشاء مشروع اليوريا السوداء للقطاع الخاص العراقي. وشركة جاكوار لاندروفر، لفتح فرع للشركة في محافظة البصرة، وكذلك تحلية ماء البصرة.وفي مجال التعاون العلمي، تم توقيع مذكرة مماثلة في الجانب التعليمي بين كلية المأمون الجامعة وجامعة (Soas) للدراسات الشرق أوسطية، لتبادل البعثات والتعاون المشترك.
من جانب آخر عقد مجلس الأعمال العراقي البريطاني (IBBC) ندوة حوارية في العاصمة لندن. وترأس الوفد العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين، والذي أفتتح الندوة بكلمة تمحورت حول سبل تحفيز ودعم القطاع الخاص في الجانب التجاري، وكيفية تطوير التعاون مع نظيره البريطاني”. كما عقدت اجتماعات ثنائية بين القطاعين الخاصين في كلا البلدين لمناقشة تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات”. وفي جانب آخر استقبل السوداني، في مقر إقامته بالعاصمة لندن، رؤساء 26 جامعة بريطانية من مختلف التخصصات. بادرت خلاله  جامعة غرينيتش بتكريم السوداني بمنح العراق 20 مقعداً دراسياً لطلبة الماجستير في مختلف التخصصات في إطار مأسمته الجامعة بمبادرة لتكريم رئيس مجلس الوزراء بمناسبة زيارته العاصمة لندن. من جهته حرص رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على تكريم البروفيسور العراقي بشير الهاشمي نائب رئيس جامعة (كلية الملك في لندن) للأبحاث والابتكار، وذلك لحصوله على لقب (فارس) من ملك بريطانيا تشارلز الثالث. وأسفر لقاء السوداني برؤساء الجامعات البريطانية عن توقيع 12 مذكرة تفاهم مع تلك الجامعات وفي مختلف التخصصات، كما التقى رئيس مجلس الوزراء عدداً من الطلبة العراقيين المبتعثين للدراسة في الجامعات البريطانية، واطلع على سير الأحوال الدراسية والمتطلبات الضرورية للطلبة وبين أنّ مجلس الوزراء أقر إضافة مبلغ 62 مليار دينار إلى جداول موازنة 2025 لدعم المبتعثين.