طيبة الأمير- في أحد الخطابات الحماسية أمام حشد من المؤيدين في قاعة كابيتال وان بالعاصمة الأميركية، أعلن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاماً عن عزمه على اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة اعتباراً من اليوم التالي.
وأضاف أن الولايات المتحدة تواجه أزمات متعددة تتطلب الحلول الفعالة والفورية، مؤكداً ضرورة التصرف بصرامة لحل هذه المشكلات.في خطاباته التي استمدت قوتها من فوزه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024 ضد نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، شدد ترامب على قضايا كانت محورية في حملاته السابقة، مثل تعزيز الأمن القومي ومعالجة الأزمات الداخلية.
وذكر أنه سيصدر أوامر للجيش الأمريكي في أول يوم من ولايته لبناء “القبة الحديدية” وهي درع دفاعي صاروخي محلي الصنع لحماية البلاد، وهو مشروع كان قد ألمح إليه في مناسبات سابقة.كما أعاد ترامب التأكيد على ضرورة بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، مشيراً إلى أن الحدود كانت في حالة سيئة وأنه كان قد بدأ إصلاحها في فترة ولايته السابقة. وتطرق إلى موضوع المهاجرين، متهماً الديمقراطيين بمحاولة فتح الحدود أمام تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين، مؤكداً أن ذلك يتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة. وأضاف أنه كان يعتقد أنه كان بإمكانه الفوز بأصوات ولاية كاليفورنيا في الانتخابات الماضية.ترامب أشار أيضاً إلى أهمية الوحدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، قائلاً إنه عمل جاهداً على أن يكون خطاب تنصيبه مبنياً على هذه الوحدة. ومع ذلك، اتهم الديمقراطيين بتدمير الأدلة المتعلقة بهجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابتول.
من جانب آخر، أكدت إدارة ترامب على انسحاب الولايات المتحدة مجدداً من اتفاق باريس للمناخ، وهو القرار الذي أعلن عنه البيت الأبيض بعد أداء ترامب اليمين الدستورية. وفي خطاب آخر بعد تنصيبه، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستواصل عمليات التنقيب عن الوقود الأحفوري، وتعهد بأن الجيش الأمريكي سيكون الأقوى في العالم.ترامب أكد أيضاً على استعادة قناة بنما ورفع العلم الأميركي على كوكب المريخ في خطوة رمزية نحو تحقيق طموحات جديدة للولايات المتحدة.
كما وعد بتحقيق تغييرات جذرية تشمل إعادة النظر في الحدود السياسية للجنسين، مضيفاً أن أميركا ستستعيد مكانتها كأعظم وأقوى الدول في العالم.و من جانب آخر، شدد ترامب على ضرورة “إنقاذ تيك توك”، مشيراً إلى أهمية هذه المنصة في مواجهة المحاولات الرامية إلى حظرها، وهو التهديد الذي تعرضت له في وقت سابق.على الصعيد الاقتصادي، وعد إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير وأحد حلفاء ترامب، بجعل الولايات المتحدة “قوية لقرون”.
وقال ماسك إن هذا الانتصار هو بداية لتغييرات كبيرة ستؤسس لأمريكا قوية لعقود قادمة، وهو ما يعكس الطموحات الواسعة لدى القيادة الجمهورية لتغيير المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.
تظهر هذه التصريحات والتعهدات أن ترامب يسعى إلى توجيه سياسات الولايات المتحدة بشكل يتماشى مع رؤيته لإعادة بناء قوة أميركا على الصعيدين الداخلي والدولي، مع التركيز على الأمن الوطني، الاقتصاد، والتقنيات الحديثة.