العملات المشفرة، مفاجئة امريكا لابتلاع التضخم

شارك الخبر

حسنين تحسين – خطوتان اقتصاديتان ستغيران الوجه العالمي للاقتصاد، احدهما خارج الصندوق، اقدم عليها الرئيس ترامب، كلاهما مترابطتان، الاولى اقدم عليها حتى قبل انتخابه بشكل مفاجىء حيث دعم و بلا حدود مجتمع العملات المشفرة و كانت واحدة من اذكى التحولات الاقتصادية بالتاريخ، و سنأتي على اسبابها بهذا المقال الثري، و الثاني هي الحركة المتوقعة و تكلمنا عنها بمقالات سابقة انه سيعمل على تخفيض سعر الفائدة و النفط.

الغرض من دعوة ترامب البارحة للبنك الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة هو للمنافسة بتفضيل المستثمرين لأمريكا كأرض للاستثمار و ذلك لان خفض الفائدة يجعل الدولار اقل سعرًا و هو ما يفضل المستثمرون من خارج امريكا كالسعودية و الحقيقة ان امريكا كدولة ديمقراطية ذات قوانين مرنة يفضّلها المستثمرون تحتاج فقط جرعات اقتصادية مشجعة كخفض الضرائب و الفائدة و هو ما يريده ترامب حتى يسحب الاستثمارات من العالم و خاصة اوروبا إلى امريكا!! و لهذا يقسو على أوروبا حتى يُبعد العالم عنها نحو امريكا!!! و وفق معادلة بسيطة مع كل استثمار اعلى بامريكا يعني استعادة امريكا لدولار ها من العالم، و الاستثمارات تحتاج طاقة و تزداد كلما قل سعر الطاقة لهذا يجب خفض اسعار النفط.
و لكن الجدلية التي لم يحلها بايدن و فكر بها ترامب هو ان خفض الفائدة يعود بالتضخم الذي تخافه امريكا للارتفاع!! و تضخم مرتفع يعني دين أمريكي مرتفع! الذي ارتفع خلال 15 عام من 10 ترليون دولار إلى 36 تريلون دولار!!! و هذا كارثة بالمفاهيم الاقتصادية و يكشف تحديات خطرة مرت بها امريكا, و ذلك كان سببًا بخمول و ضعف امريكا سابقًا فقد كانت تبحث عن حل لهذه المشكلة المتصاعدة، و لهذا فكرة ترامب بحل جديد و هو استعمال الحل الخفي ( العملات المشفرة).

حيث انه فكر بمعالجة التضخم المرتفع بدعم العملات المشفرة لسحب السيولة من الأفراد و الشركات و الذهاب لتنظيمها حكوميًا مما يُعيد سيطرة امريكا من جديد على العالم من خلال العملات المشفرة و ذلك بفكرة لم تمر على رؤوس العفاريت و لن يتنبه لها تلك البلاءات التي تحكم المال في دول منها العراق.

المعادلة بسيطة و هي دعم العملات المشفرة التي تملك امريكا و تسعى لامتلاك اكبر احتياطياتها، و عليه كل دعم يعني اقبال على الشراء ( و هذا يعني دفع دولار مقابل شراء عملات غير موجودة! ) و بهذا تكون امريكا باعت فقاعات غالية بأموال حقيقة. حقًا انها فكرة و لا اروع.