د.مثنى إبراهيم الطالقاني – إن مسيرة النضال عبر التاريخ لم تكن مجرد محطات عابرة، بل جذور تمتد في أعماق القيم الإنسانية، تلهم الأحرار وتقود المستضعفين نحو درب التحرر.
جميع من تأثروا بالنضال تأثروا بإمام الإنسانية وسيد الشهداء وأحرار العالم الأمام “الحسين (ع)،
فمن “نيلسون مانديلا إلى مهاتما غاندي، ومن جيفارا وفيدل كاسترو إلى عمر المختار والشيخ عز الدين القسام، وصولاً إلى يحيى السنوار وسيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله ورفيقه الهاشمي السيد صفي الدين وجميع من سار على نهج مقارعة المحتلين”، جميعهم حملوا راية الحرية ودفعوا أرواحهم ثمناً لعزة أوطانهم وكرامة شعوبهم.
اليوم، عندما خرجت الجماهير في وداع السيد حسن نصر الله في مشهدٌ مُهيب، لم يكن مجرد تأبين لقائد، بل تجديدٌ للعهد مع مسيرته ونهجه، هذا التشييع ليس مجرد لحظة عابرة، بل شهادة حية على أن المقاومة لا تموت، وأن صوت الأحرار سيبقى مدوياً رغم كل المؤامرات.
لقد جسد السيد الشهيد نصر الله منطق القوة والإيمان الراسخ والثبات الصامد، فكان نموذجاً للقائد الذي لم يساوم، ولم ينحنِ ولم يفرط بذرة تراب من أرضه.
لكن كما لكل ملحمة أبطالها، فإن لها أيضاً خونةً يتآمرون عليها في لبنان وغيره، ارتفعت بعض الأصوات المأجورة، ترفع شعارات زائفة وتحاول طمس الحقيقة، خدمةٍ للمشروع “الصهيوني الأمريكي” في المنطقة.
هؤلاء الذين باعوا أوطانهم، ورقصوا على جراح الأمة، لا يمثلون إلا أنفسهم، بينما الشعوب الحرة تدرك جيداً من وقف مع قضاياها، ومن خذلها وتاجر بها.
إن خلود الأحرار لا تحدده أعمارهم، بل تخلده مبادئهم وصمودهم، ومن سار على درب المقاومة، سيظل خالداً في قلوب الأحرار.
قد يتوهم المستكبرون أنهم قادرون على محو هذه الرمزية، لكن شعوب المقاومة الحرة تعرف طريقها جيداً، وستواصل السير حتى التحرير، لأن هذا الطريق ليس خياراً، بل ميثاق شرف، وواجب مقدس لا تراجع عنه.