الامان المفقود

شارك الخبر

   فدى الحاج – شبكة إنماز نيوز

إن أبشع ما نشهده هذه الأيام هو أن يتحول دفء عائلة برمتها إلى رماد، فتُحرق أحلامها الصغيرة قبل أن تتاح لها فرصة الحياة بسلام.

عائلة تهاجِر بحثًا عن لقمة العيش، فتشرب من مرارة الغربة ما هو أصعب من قسوة الحياة في وطنها، لتجد الأمان بعيدًا عن موطنها، وتأمل أن تزرع لأطفالها جذور الأمل والحياة.

وعندما تعود بعد عقد من الزمن، حاملة أطفالها لتعرّفهم على الوطن الأم، تصطدم أيادي الغدر الغاشم الذي لا يفرّق بين الحجر والبشر، لتُغتال براءة الأطفال ويُستباح الأمان الذي كانت تبحث عنه كل هذه السنوات.

وعلى الرغم من صمودها، نجت الأم اليوم بعد صراعٍ مرير بين البقاء والرحيل، لتدفن فلاذاة كبدها بينما كانت على فراش المستشفى. وسؤال يتردد في قلب كل من يسمع بهذه المجزرة، هل إن عادت الام الى الحياة ستعود لها الحياة؟

ما يحدث اليوم في بلادنا لا يقتصر على مأساة عائلة واحدة؛ استباحة الأراضي، استفزاز الأهالي، وزعزعة الأمن بات واقعًا يوميًا، والدولة أحيانًا تبدو مجرد مراقب، متجاهلة معاناة الناس.

إن حماية الحقوق لا تكون بالكلام وحده؛ على الدولة إدانة المعتدين، محاسبة الإرهابيين، ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك. فالحق في الحياة والأمان والكرامة ليس خيارًا، بل واجب إنساني وقانوني.

وفي النهاية، لن يزول الظلم إلا إذا وقف الجميع، شعب وجيش ومقاومة، ليؤكد أن حياة أب بريء وطفل صغير ليست مجرد رقم في سجلات الإحصاء، وأن دم الأطفال لن يذهب هدراً، وأن غياب العدالة لن يكون مقبولاً، وأن صمت المجتمع الدولي يُضاعف الجريمة، وأن الأمل الحقيقي لا يولد إلا عندما تتحرك الضمائر الحية لمحاسبة المعتدين، لحماية الأبرياء، وللتأكيد أن الإنسانية ليست مجرد كلمات، بل فعل مستمر يُصان بالحق والقانون والضمير، كي يكبروا  أطفالنا في أمان وسلام .