يوم اختلطت فيه الحياة بالموت

شارك الخبر

   فدى الحاج – شبكة إنماز نيوز                                           لم يكن يوما”عاديا”: كأن شيئا”ما يعزف على وتر المصيبة، السماء لبست ابهى حللها واستعدت لاستقبال خيراتها التي زرعت على تراب قد سقي بالدم بدل الماء.

17 أيلول عام 2024 ليس كسابقه من السنون، فمثل هذا اليوم تقف الذاكرة على حافة جرح لا يندمل: ذكرى واقعة البيجر يوم انفجرت وسائل الاتصال الصغيرة لتتحول إلى شظايا توشحت بدماء ووجع، وتكشف عن هشاشةٍ أمنية ومأساة إنسانية هزّت لبنان كله.

لم تكن حادثة تقنية عابرة، بل كان هجوم متقن اختفي خلف هيئة جهاز اتصال، جهاز صغير قديم كان يُستخدم لأغراض إنسانية يحمله الطبيب لانعاش مريض او مهندس لبناء مدينة قبل ان يصبح الة لقتل الأبرياء يزهق أرواحًا ويجرح آلاف في ضربة واحدة  فخخت فيهاالحياة نفسها.

مرت الساعات وتسارعت الأرواح نحو السماء فمنها من عرجت ومنها من بقيت تفيض بالعطاء وتناجي خالقها بصبر وايمان.

أرقامٌ تفاقمت ، وخلّفت صورًا لم نعتد على رؤيتها ، ورود تناثرت أطرافها وفاحت عبيرها من عيون اشرقت من عتمتها شمس أيلول.

المأساة رغم مرارتها وتفاقم عدد الشهداء والجرحى : اثبتت للعالم ان الحرب باتت قادرة على اختراق حياة المدنيين بطرق غادرة. كان هجوما” وحشيأ نفذه من باع ضمائره في معصية الله ورضى عدو غاشم يسعىللتشرذم والعبث بحياة الناس. أداة رعبت تسلقت الى جيبك، الى حقيبة تسوق،الى ركن مقهى، الى صباح الناس العاديين .

هجوم كهذا يفضح حقيقة العدو وقدراته على زعزعت الامنوهدم الطمأنينة في مجتمع لطالما امن بأن مواجهة العدو هو واجب يستحق التضحية.

في الختام، ان ذكرى واقعة البيجر ليست مجرد يومٍ في التقويمإنها مرآةٌ مفجعة تبيّن كم نحتاج إلى يقظةٍ وطنيةوأخلاقية .

اما للعدو نقول: لن تُسلب منا الحياة دون أن نحفر أسماء الضحايا في ذاكرة الأمة، ولن يسمح هذا الشعب بأن تصبح جراحه مجرد رقمٍ في إحصائية.

ان هذه الذكرى المشؤومة ستكون دائماً مرآةً مفجعة كي لانغفل، وصرخةٌ تحثّنا على اليقظة والمساءلة ولتبقى ذاكرتنا شاهدةً على جريمةٍ لا تغتفر.