د.مثنى إبراهيم الطالقاني – شبكة إنماز نيوز
مع اقتراب موعد الانتخابات شيئاً فشيئاً تتصاعد على شاشات الفضائيات العراقية موجة من الخطابات الحادة والمحتقنة، حتى بات المشاهد يعيش في دائرة توتر نفسي وطائفي متجدد كل مساء.
برامج حوارية تغذيها روح التحريض، وتستبدل النقاش المهني بلغة الاستفزاز وكأن السباق الانتخابي لم يعد في صناديق الاقتراع بل في صالات الاستوديوهات!.
تحولت بعض الفضائيات إلى منابر للعنف اللفظي والتعبئة الفكرية، تحت شعار “حرية الرأي”، بينما الهدف الحقيقي يكمن في جذب أكبر عدد من المتابعين ورفع نسب المشاهدة ولو على حساب وحدة المجتمع وراحة المتلقي.
المقدمون والمذيعات يسعون إلى تصدر المشهد وأصحاب القنوات يوظفون البرامج لخدمة أجنداتهم الخاصة في مشهد لا يخلو من الفوضى الأخلاقية والمهنية.
إن المتلقي العراقي الذي أنهكته سنوات الانقسام والخطاب المتشنج لا ذنب له أن يُرغم على متابعة مناظرات تتحول إلى معارك إيديولوجية، بعيدة عن واقع الشارع وهمومه الحقيقية.
لذا هذه مسؤولية تقع على عاتق هيأة الإعلام والاتصالات في وضع حد لهذا “العنف التلفازي” الذي لم يعد مجرد انفعال إعلامي بل ظاهرة خطيرة تمس سلامة الرأي العام وتهدد السلم الاجتماعي، فالإعلام في جوهره، ليس سلاحاً انتخابياً ولا منبراً للشتائم، بل منارة للحوار والمسؤولية والوعي.
فهل آن الأوان لأن تعود الشاشة العراقية من ساحة التحريض… إلى فضاء الوعي والتنوير؟

