حسنين تحسين – جسد بلا شباب علة على صاحبه” الدول كجسد الإنسان بعضها تمر بحالة طبيعية من الطفولة إلى الشباب وصولًا للشيخوخة كما في الاتحاد السوفيتي و الإمبراطوريات الوراثية السابقة و هذا ما يعرف متلازمة الجيل الثالث الوريث الذي غالبًا ما يدمر اغلبه البنية إلا عندما يتدارك الأمر من هو بمسؤولية. في حين بعضها من تموت صغيرة كأفغانستان نتيجة اجلًا غير مسمى. و بعضها من تموت فجأة كما في ليبيا السنوسي، و هكذا. و أفضلها تلك التي تكون طبيعية منظمة تجتهد لصحّتها كما الإمارات و عمان.
و لكن اكثر الاجساد تعبًا و اكثرها علة، هي دائمة المرض و البؤس فهي كمن يأكل ما لا يحتمله جسده المريض و يدخل صراعات لا يحتملها جسده السقيم مثل هذه الدول تبقى مريضة و معتلة فلا الجسد يُريح اعضائه و لا الأعضاء يُريحون الجسد.
أسباب الديمومة للدول هو ضرورات الوجود الثلاثة: أسباب البقاء، و أسباب الصمود، و أسباب النمو. فكل دولة يجب ان تتوفر فيها أسباب البقاء كنموذج دولة، و تبدأ من القواسم المشتركة للعقيدة الوطنية وصولاً إلى المصالح المشتركة. و الدول التي لديها أسباب للوجود يجب ان تكون لديها أسباب للنمو كطموحات نحو القوة و النجاح و الرفاه مما يدعم بقائها و توسعها السليم بالنفوذ و هكذا أسباب تتوفر بدول كقطر و الإمارات. و اخيرًا أسباب الصمود هي صورة و لكن ان أصبحت كل شيء فهذه اداة حكم لقمع التفكير بالنمو، و حجة تبرير للفشل، فتكون قوة ردع للداخل للبقاء فبعض الدول رادعها اخلاقي و وعي تجاه الوطن و هذا السياق السليم و الضروري من الصمود و بعضها رادعها مسلح لاجبار الشعب على الخضوع لرؤية معينة كما يحصل بالنشاط الشعبوي و الانقلابات العسكرية غير المقبولة دوليًا.
المعيار السليم للجسد الصحي ( الدولة) تكون فيه أسباب الوجود تحصيل حاصل و لكن إذا كانت الغلبة لأسباب النمو فالدول تزدهر و تنمو. و إذا كان التعويل على أسباب الصمود فالدول تنهار عاجلاً أم اجلًا فالحركة باتجاه النمو دليل على ترك المشاكل و الحركة باتجاه الصمود دليل على توقف كل شيء و الذهاب إلى المشاكل.
و ما تراه اليوم من انضباط شعبي بالدول سببه احدى اثنين اما دكتاتورية ( حميدة، أو شوفينية) أو الضرائب. فالشعوب تُربى و لا تُربي، و اماً القول بالديمقراطية هي الضابط فهذا وهم، الحقيقة الديمقراطية هي خلاصة دراسة شخصوا فيها ان الطبيعة البشرية تطمح دائمًا ان تكون صاحبة رأي حتى لو كان شكليًا، فمنحوها للناس حتى يتخلصوا من حجة الشعوبيين، بأثارة المشاكل، و لكن بالحقيقة هي اظلم قاعدة وجودية أعطت المساواة للاغبياء مع الحكماء و جعلتهم يقررون!!
فما حصل في ألمانيا عام 1933 أوصل هتلر للحكم كان خيارًا شعبيًا، و ما حصل في أوكرانيا من وصول زيلينسكي ايضًا خيارًا شعبيًا، و هذه الأمثلة اكبر دليل على غباء الخيارات إذا تُركت للشعوب و شأنها. فنموذج خيار الشعوب ليس مؤشر اطمئنان لأمان الدولة و إنما درع ضمان لأمان النظام و هذا ما لا يفهمه البسطاء. فالنظام الذي لا يجلب الرخاء لشعبه بالنهاية يُضعف الدولة و يمر شعبه و ينهي أسباب النمو. لهذا تطول أعمار الأجساد إذا كانت هناك روح تدب نشاطاً و ارواح تستطعم الرخاء طموحًا.