لا تستغل كي لا تُستغل

شارك الخبر

فدى الحاج – شبكة إنماز نيوز

في عالمٍ تتبدّل فيه القيم، بات الاستغلال سلوكًا شائعًا يتخفّى خلف أقنعة كثيرة: الحب، الصداقة، العمل.

اصبح الاستغلال لا يقتصر على أفعال واضحة، بل قد يكون خفيًّا، ناعمًا، يتسلّل إلى التفاصيلنا اليومية، حيث الاستغلال يرسم بإستخدام شخص لآخر لتحقيق مصلحة شخصية دون مراعاة لحقوقه أو مشاعره أو ظروفه، بطريقة انانية تبنى على فكرة” ما الذي استفيد منك فهو مكسب لي “، وقد تتجلّى في صورة عاطفية، مادية، مهنية، أو حتى فكرية.

المؤلم في الأمر أن الاستغلال لا يتوقّف عند فعل واحد، بل يتحوّل إلى نمط، وإلى حلقة مفرغة وكأن الحياة تعيد توزيع الأدوار، لتُذكّرنا بأن ما نزرعه في الآخرين نحصده في أنفسنا. من هنا تأتي أهمية العنوان: لا تستغل كي لا تُستغل، تعامل غيرك كوسيلة، حتى لا يعاملك أحد كأداة.

العلاقات الصادقة تصفو حين نُدرك أن العلاقات لا تُقاس بما نأخذ، بل بما نحترم، حين نُميّز بين من يحبّنا لذواتنا، ومن يقترب لمصلحة عابرة.

أما من يقترب بدافع المصلحة، فهو عابر… يُجيد لبس الأقنعة، ويجعل قربه مشروطًا بالعطاء، ذلك القرب لا يُشبه الحب، بل يُشبه الصفقة؛ ما دمتَ تُفيد، فأنتَ مهم، وما إن ينتهي الدور، حتى تُطوى صفحتك بصمت.
ولذا، علينا أن نتعلّم كيف نُميّز بين من يرى فينا “قيمة”، ومن يرى فينا “فائدة.

المحبّة لا تُقاس بالعطاء الأعمى، والعلاقات لا تُبنى على الاستغلال. كن صادقًا، واضحًا، متوازنًا، فمن يحبك يبقى معك بمصلحة أو بدونها. فالعلاقات لا تبنى على المصلحة العابرة، بل على الاحترام والصدق والوفاء.