فدى الحاج – ليست كل معركة تُخاض من أجل المال أو النفوذ، فهناك معارك يخوضها أصحاب القلوب الكبيرة دفاعًا عن فكرة، مبدأ، أو حقّ مغتصب. التضحية في سبيل الحق ليست مجرد فعل بطولي، بل هي تعبير مهم عن الإيمان بأن القيم أثمن بكثير من المصالحوالمآرب الشخصية، في ظل التحديات الإنسانية وثبات المبادئ.
عبر التاريخ، لم تكن الطرق إلى العدالة مفروشةً بالورود، بل كانت مملوءةً بالأشواك والدموع، وأحيانًا بالدم. كل من أراد أن يُقيم الحق، اصطدم بجدارٍ من الظلم، لكنه لم يتراجع. فالذين ضحّوا بأنفسهم، بحريتهم، أو براحتهم، لم يكونوا من أهل القوة الجسدية دائمًا، لكنهم كانوا من أهل العزيمة والصفاء النفسي والروحي، الذين آمنوا أن للحق صوتًا لا يُسكَت.
انظر إلى الحسين بن علي في كربلاء، حين وقف في وجه طغيان لم يكن يساويه قوةً ولا عدة، لكنه اختار الموت على أن يُعطي الشرعية لظالم. لم يكن يسعى لملك و طمعا” بجاه او سلطة، بل لإحياء الضمير في من باعوا ضمائرهم، فذلك من اعظم التضحيات بل افضلها..
التضحية ليست ضعفًا، بل ذروة القوة بان ترفض العيش والتعايش مع الظلم، أو أن تقبل به. وهي أيضًا تربية على الصبر بمواجهة الطغاة ومقاومة الفساد ونصرة المظلوم.
ولعل أخطر ما في طريق الحق هو الوحدة، فأن تقف وحدك حين يصمت الجميع، هذا دليل على قدرتك العقلية في وجه اخطر معركة وهي اظهار حق مغتصب و نصرة مضطهد، وهذه التضحية الخفية التي لا يراها الناس دائمًا، أصدق كثير من الشعارات الرنانة الذائفة.
اليوم، في عالمٍ تغلب فيه المصلحة على المبدأ، والتنازل على الثبات، تبدو التضحية وكأنها جنون. لكنها الحقيقة. لأن الحق لا يُوهب، بل يُنتزع بالقوة، فليس دائما ما يسترد يكون صالحا، مثل الكرامة او الشرف فان انتزعت منك أصبحت بلا قيمة .
من هنا علينا ببذل كلما نملك من قوة وصبر للحفاظ على كرامة المرء بالتضحية وعدم وهب ضمائرنا للتشرذم وتقبل الذل.
فليكن فينا شيء من هؤلاء الابطال كالامام الحسين وانصاره الذين بذلوا ارواحهم في سبيل احقاق الحق ونصرة الدين والمبدأ.لأننا إن لم نكن من أهل التضحية، سنكون – شاءنا أم أبينا – من أهل التنازل.