بين الجرأة والوقاحة

شارك الخبر

فدى الحاج

في زمن أصبحت فيه الشهرة أقرب من أن تُلمس، والسوشيال ميديا منصة للجميع، وجد كثير من الشباب والشابات أنفسهم أمام فرصة غير مسبوقة للانتشار، والتعبير، وتحقيق الذات. لكن في زحمة الأضواء المزيفة ، هناك من يصطاد في الماء العكر ويُلوّث المشهد بكلمة براقة تُدعى : الدعم

نعم، لقد تغيّرت كافة معايير الظهور. لم تعد الموهبة وحدها كافية، بل باتت “الجرأة”  هي العملة الرائجة. وهنا يبدأ الخطر. فهناك من يدفعك للظهور بطريقة لا تشبهك، أن تتحدث أو تتصرف بشكل لا يشبه تربيتك ولا قِيَمك، بحجة أن هذا ما يطلبه المشاهدون . لكن الحقيقة المؤلمة؟ هم لا يدعمونك، بل يستغلّون اندفاعك، ويصنعون منك أداة لجذب التفاعل ثم يتركونك لمواجهة الانتقادات.

ان الجرأة الحقيقية لا تعني ان تتعدى على الاخرينوتهاجم معتقداتهم وانتمائتهم لتبدو شجاعًا. الجرأة موقف، هي قول الحق حين يصمت الجميع، وليست رقصة على اطلال الأخلاق.

الوقاحة مظهر مؤقت، لكنها تترك أثرًا طويل الأمد. أما الاحترام، فيصنع لك عالما”حقيقيًا، يُعجب بك أنت، لا بما تفقده من كرامتك.

كم من شابة استُدرجت باسم “الشهرة”، فشُهِّر بها والبسوها ثوب الذل وبصمة عار تلاحق مستقبلها وتهدمه، وكم من شاب صار صورة مكررة من غيره، حتى فقد هويته؟

اعلموا أيها الشباب والشابات أن “الداعمين” لا يدفعون لكم حبًا بكم ، فلا تكونوا حجارة شطرنج في لعبتهم ،لان ما يفصل بين الجرأة والوقاحة هو الاخلاق فلا تسمحوا لاحد ان يُحرّككم كما يشاء.

فأنت لا تحتاج أن تكون وقحًا لتكون جريئًا، احترم عقلك، واترك الأثر الطيب الذي يشبهك  لا يشبه مخططات الآخرين.