العدالة الإنسانية والعيش المشترك

شارك الخبر

فدى الحاج / في زمنٍ كثرت فيه الصراعات، وتعددت فيه أشكال الانقسام الطائفي والعرقي والثقافي، تبرز الحاجة الملحّة إلى إحياء مبدأ العدالة الإنسانية، بوصفه الركيزة التي تقوم عليها المجتمعات السليمة، والأساس المتين لكل عيشٍ مشترك.

قالها الإمام علي بن ابي طالب قبل الف عام وكم نحتاج الى تطبيقها في زمننا هذا، حيث قال : اما اخ لك في الدين فهو نظير لك في الخلق، فلما لا تتعاملوا على هذا الأساس مع بعضكم دون التجريح والاعتداء وتكفير الاخر فما خلقك الله الا للعمل الصالح ونصرة المظلوم.

ان هذه العبارة هي بمنزلة قانون اعلان  مبدأ عالمي يجب ان ينفذ على ان الإنسان أيا كان معتقده او لونه او قوميته، هو شريكك في الإنسانية والكرامة.

فما نشهده اليوم من تمييز وتفريق واغتصاب لحقوق الانسان وانتهاك كرامتهم تحت مسمسيات لا تصلللدين ولا للإنسانية بصلة سوا تكفير الاخر وظلمه في مجتمعه. فالعدالة بين البشر لا تعرف الانتماء بل هي تقوم على الاعتراف بالتنوع والاختلاف، لا كحواجز تهدد التماسك.

العيش المشترك ليس مجرّد حالة مفروضة بحكم الواقع، بل هو ثقافة تبنى عليها أجيال ومؤسسات عادلة تدعم التنوع واحترام النظير دون أن يُقصى أو يُهان.

فلما لا نجعل من العدالة لغةً مشتركة، ومن الرحمة مذهبًا، ومن الاختلاف فرصة للتقارب لا سببًا للقتلوالخصام.