لاهور شيخ جنكي.. من صقور الأمن الكردي إلى زعيم معارض ينتهي به المطاف معتقلاً!

شارك الخبر

السليمانية – إنماز نيوز

تحوّلت السليمانية أمس إلى ساحة مواجهات مسلّحة، انتهت باعتقال رئيس حزب جبهة الشعب لاهور شيخ جنكي، أحد أبرز الوجوه السياسية الكردية المعارضة، بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين أنصاره والقوات الأمنية.

حياة شخصية مرتبطة بعائلة طالباني

وُلد لاهور شيخ جنكي عام 1975 في كوي سنجق بمحافظة أربيل، وينتمي إلى واحدة من أبرز العائلات السياسية الكردية. فهو ابن شقيق الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وابن عم بافل وقُبَاد طالباني، ما جعله جزءاً من النخبة الحاكمة في إقليم كردستان لسنوات طويلة.

من جهاز الاستخبارات إلى قيادة الاتحاد الوطني

برز جنكي في المجال الأمني من خلال رئاسته لوكالة الاستخبارات “زانياري” وقيادته قوات مكافحة الإرهاب (CTG) في السليمانية، حيث لعب دوراً بارزاً في الحرب ضد تنظيم “داعش”.

لاحقاً، صعد إلى قمة الاتحاد الوطني الكردستاني عندما أصبح الرئيس المشارك للحزب إلى جانب بافل طالباني عام 2020، قبل أن يُقصى من موقعه بعد خلافات حادة عام 2021.

تأسيس حزب جبهة الشعب

في يناير 2024، أعلن شيخ جنكي عن تأسيس حزبه الجديد “جبهة الشعب”، مقدّماً نفسه بديلاً معارضاً للأحزاب التقليدية. رفع الحزب شعارات الحرية، العدالة الاجتماعية، مكافحة الفساد، والدعوة إلى فصل الأجهزة الأمنية عن العمل السياسي، مستقطباً شرائح شبابية وناقمين على النفوذ الحزبي المسيطر.

التصعيد والاعتقال

فجر الخميس 21 آب/أغسطس 2025، طوّقت قوات أمنية مقرّ إقامة شيخ جنكي في فندق “لاله زار” بالسليمانية، تنفيذاً لمذكرة قضائية تتهمه بـ”التآمر لزعزعة الأمن والاستقرار”.

المداهمة تحولت إلى اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من القوات الأمنية وأنصار الحزب.

وفي تسجيل مصور من سطح الفندق، قال شيخ جنكي: “ربما تكون هذه رسالتي الأخيرة… كان بإمكاني أن أعيش حياة مريحة في أوروبا، لكني اخترت أن أبقى مع شعبي.”

وبعد ساعات من المواجهة، سلّم نفسه برفقة شقيقه بولاد الذي أصيب بجروح، ليتم اقتيادهما إلى جهة مجهولة.

تداعيات سياسية وأمنية

اعتقال شيخ جنكي أثار مخاوف من تصاعد التوتر السياسي في إقليم كردستان، خاصة مع شعبية حزبه بين شرائح واسعة في السليمانية. ودعت قيادات سياسية من بينها رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني إلى التهدئة وضبط النفس، في حين ينتظر الشارع الكردي ما ستسفر عنه التحقيقات مع الزعيم المعارض.