صرخة امرأة هزت عروش الظالمين.. من كربلاء بدأت الحكاية

شارك الخبر

فدى الحاج – في صحراء الطف، نُصبت خيمة من الصبر، خيمة امرأة وقفت على أطلال الأحبة، تنظر إلى الأجساد بلا رؤوس، وإلى الخيام المحترقة، وإلى أطفالٍ أرهقهم العطش والموت، بعدما فقدت كل عزيز لها وغالي في حرب ليست كأي حرب، حرب سفكت بها اذكى واطهر الدماء.

في ذلك الركام… ولد الاعلام الزينبي فكانت السيدة زينب اول إعلامية تنص الحقيقة بكلامات مسموعة وصلت الى اذان الصم.

   زينب الناطقة باسم المذبحة  

لم تحمل سيفًا، بل حملت الكلمة كسيف لا يُغمد.
لم تركب جوادًا، بل ركبت قافلة الجراح والأسر
لم تبكِ فقط، بل بكت ثم خطبت، وبكت ثم ثارت، وبكت ثم صاحت في وجه العدو الجائر، لا تظن ان بقتلك ابن بنت رسول الله قد فزت في الحرب لا والله لقد فررت جلدك ولبثت ثوب العار.

بعدها توجهت الى عامة الشعب فوقفت بين الجموع، بثوب أسود، وعين دامعة، وصوت كالرعد..

اسمعت كلامها كل من حضر في محكمة الطاغية غير اسفة لما يحكموا، كان هدفها بناء ذاكرة امة لا تمحى.

كانت تُحاكمهم بكلماتها، تُوقظ ضمائرهم، تُشعل في قلوبهم نيران الندم.

كانت إعلامية متنقلة تغطي الحدث بين الكوفة والشام تظهر المظلومية، فكان الأسير منتصرا”، والملك مهزوما”.

أي إعلام هذا، حين تتحوّل امرأة مكسورة القلب إلى أيقونة لا تُقهر؟

أي رسالة تلك، حين يكون السبي منبرًا، والمأساة شعلة؟

لم يكن دور الإعلامية “زينب بنت علي” الهاشمية العلوية الشجاعة مجرد نقل خبر أو تاريخ لمجزرة.

لقد أحيت ما حاولوا دفنه، ونشرت ما سعوا لطمسه بصلابة وموعظة علها تحرك ضمائرهم الميتة.

لكل امرأة… زينب تقول: لا تسكتي!

كوني امرأة صلبة تقف في وجه الظلم.

كوني سيدة في كل المواقف حرة لا تخاف.

كوني الضمير حين ينام الضمير.

واذا اردت معرفة انتصار كلمة الحق، انظري الى تلك المرأة التي وقفت في مجلس يزيد الطاغي مقيدة، لكنها خرجت من التاريخ اول إعلامية بصفة  ملكة لا تنس…