فدى الحاج – في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتغير فيه القيم والعلاقات، أصبح من الشائع أن نرى علاقات تقوم على أساس المصلحة. هذه العلاقات، وإن بدت في ظاهرها قوية ومستقرة، إلا أنها في جوهرها هشة ومبنية على حسابات دقيقة قد تنهار فور تغيّر الظروف أو تبدّل المصالح.
إن لم تكن العاطفة أو التفاهم أو الصداقة الحقيقية هي الرابط الأساسي،في أي علاقة فلابد من اختزالها قبل حدوثها، من هنا تدرك أن ما تصل اليه المصلحة تفقد القيم والأخلاق بهدف تحقيق منفعة شخصية، سواء كانت مادية، اجتماعية، مهنية أو حتى عاطفية.
االشخص الذي يستغل العلاقة تراه يختفي و يقلّ تواصله بشكل ملحوظ عندما تزول الفائدة المرجوة.
“المصلحجي” هو من يتواصل أو يظهر في حياتك فقط عندما يكون بحاجة إليك، فهو أيضا” لا يبالي في حقيقة مشاعرك او حتى ظروفك، بل كل التركيز منصبّ على ما يمكن أن يستفيد به منك.
ان العلاقات القائمة على المصلحة تترك أثرًا سلبيًا عميقًا على النفس، حيث يشعر الفرد بالخداع والاستغلال، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالآخرين والانغلاق العاطفي. كما أنها تضعف النسيج الاجتماعي، لأنها تكرّس الأنانية وتغيب عنها الروابط الإنسانية الحقيقية التي تقوم على التفاهم والاحترام.
وما اكثرهم في مجتمعاتنا حيث الزجاجة التي تلمع في وجهك مع بذوغ الشمس على رمل البحر كأنها لؤلؤة براقة يمكن ان تكون انكسرت بعد تلاطمها في الصخور، فليس كل ما تراه من بعيد يفضح قربه.
في نهاية المطاف، تبقى العلاقات الإنسانية مرآة لما نؤمن به من قيّم وما نحمله في قلوبنا من نوايا. حين تُختزل الروابط في مصالح ضيقة، تفقد العلاقات معناها الأعمق وتتحوّل إلى صفقات مؤقتة سرعان ما تنهار.
أما عندما تُبنى العلاقات على الصدق والاحترام والعطاء المتبادل، فإنها تتحول إلى مصدر قوة وسند في وجه تقلبات الحياة. فلنختر دائمًا أن نكون صادقين في علاقاتنا، لأن ما يُزرع بمحبّة لا تهزّه مصلحة، وما يُبنى على الوفاء لا تهدمه مواقف عابرة.
لنبنِ علاقاتنا على أسس إنسانية سليمة، لأن الحب والوفاء أثمن من أي مصلحة زائلة.