الطير والسحلية!

شارك الخبر

د. محمد فلحي – قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام ومناجاة الله العزيز الحكيم حوّل احياء الموتى والطيور الأربعة مذكورة في القران الكريم، ذُكرت قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع إحياء الطيور الأربعة في سورة البقرة، الآية رقم 260.
نص الآية:
“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”
— سورة البقرة، الآية 260
في هذه الآية، طلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى، لا هل يحييهم، فقد كان مؤمنًا بذلك، ولكن أراد طمأنينة القلب بالمشاهدة. فأمره الله أن يأخذ أربعة من الطير، ويقطعهن، ويضع أجزاءً منهن على الجبال، ثم يدعوهن فيأتين إليه بسرعة، ليكون ذلك برهانًا عمليًا على قدرة الله على إحياء الموتى.
إلى جانب هذه القصة القرآنية المعروفة نشأت اسطورة اجتماعية حول الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين لعل فيها عبرة ودرسا لكل من يريد الاختيار بين الحق والباطل.
يقال عندما أوقد الطغاة ناراً رهيبة لحرق سيدنا إبراهيم لأنه أسقط أصنامهم ، كان من بين المتفرجين عصفور صغير شعر بالإهانة وهو يرى الجميع لا يتحركون لاطفاء النار ونصرة المظلوم فانبرى مسرعا ليغترف في منقاره من النهر بضع قطرات من الماء ويلقيها في لهيب النار،
وبالطبع لم تكن تلك القطرات لتطفأ النار، ومن جانب آخر وفي موقف مغاير تماماً كانت هناك سحلية تنفخ على النار لتزيدها سعيرا!
لا الطير أطفأ النار ولا السحلية ألهبتها ولكن كل منهما سجل موقفاً على قدر اختياره ومقدرته ووعيه ومعرفته، واصبحت هذه الأسطورة عبرة للعابرين سبيل الحياة!
اليوم هناك صراع دموي ونار مشتعلة يكاد لهيبها يحرّق الارض كلها، ونجد وسط هذه النيران من يقتدي بالطير فيبرأ ذمته وضميره، وهناك من يتخذ من السحلية قدوة فينال الخزي والعار !
اللهم انصر الحق وأهله ودمر الصها ي نة الظالمين المعتدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.